(أوَ لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رَتْقاً ففتقناهما؟)! وإذا تركنا المجاز ولزمنا الحقيقة اللغوية طبق قاعدتنا نتج حتما من هذه الآية الكريمة أن السموات والأرض كانتا شيئاً واحداً متصل الأجزاء. وهذه عجيبة كبرى من عجائب إعجاز القرآن العلمي يؤيد القرآن بها العلم الحديث في قوله بأن الكون كله شيئاً منبثاً واحداً قبل أن توجد فيه أرض أو نجم أو سديم.
وتأمل ان شئت واعجب ما شئت من إعجاز القرآن في التعبير عن هذا السر الحق الهائل في الآية الكريمة آية الأنبياء! تأمل كيف لم يسم ذلك الكون الرتق سماء إذ لم تكن أرض، وإذ كانت السموات والأرضين شيئاً واحداً منبثاً لعله كان دون الدخان
لكننا نكتفي الآن بهذا القدر من الأمثال التوضيحية لما أشرنا إليه في صدر هذا المقال.
إن فيها على الأقل ثلاث معجزات يقينية يستيقنها العلم الآن: تعدد العوامل فلكيا؛ ودخانية السماء في البدء؛ وانفصال الأرض عن السماء بعد أن كانت متصلة بها اتصالا في الأول.