أو أن أصلها يا أليلي بمعنى يا أنيني مما أيدلت نونه لاما، كقول أبن ميادة:
وقولا لها ما تأمرين بوامق ... له بعد نومات العيون أليل
أو أن أصلها يا ليل بكسر اللام: صنم أضيف إليه، كعبد يغوث وعبد مناة وعبد ود استعملت بعد التحريف للغناء، لأنه ربما يكون إلها للحب كما كان لليونان إله له. أو أن أصلها هلل العبرية، بمعنى سبح، وقد سميت مزامير داود تهليم، أو تصدر جل أبياتها بهللويه أي: سبحوا لله.
تحفيف في يا ليل:
لنمض بعد ما تقدم إلى مهمتنا في التحقيق، ولنتساءل: يا ليل: وأين يا ترى تردد يا ليل؟ أليست تردد في مطلع هذا الضرب الغنائي المسمى لدى العامة بالموال؟ حسن. لنبحث الآن عن الموال في معاجمنا العصرية التي فسحت بعض المجال للمفردات العامية. ها هم أولاء الأستاذة لويس المعلوف في المنجد، وفؤاد البستاني في منجد الطلاب، وحليم دموس في قاموس العوام ينصون في معاجمهم هذه على أن الموال والجمع المواويل محرف المواليا. لنركن إذن إلى هذا النص، ولو جدلا، ثم لنتساءل: ما المواليا؟ ذلك ما يجيب عنه الزبيدي أسمع مؤدي ما ينقل عن حاشية الكعبة للبغدادي، وإذا ذكرت البغدادي لا أتمالك من إبداء عاطفة الزهو والاغباط، إذ إنه احتفظ في آثاره بكثير مما وعته الخزانة العربية الضائعة. نعم لنسمع صدى البغدادي يقول: المواليا نوع من الشعر، اخترعه أهل واسط من مدن العراق، اقتطعوا من بحر البسيط بيتين، وقفوا شطر كل بيت بقافية، تعلمه عبيدهم والغلمان، وصادروا يغنون به على رؤوس النخل لدى جنيه، وفوق مراقي سلالم البناء، ولدى سقى المياه، وفي نحو هذا من الأعمال، وكانوا يرددون آخر كل صوت:(يا مواليا) إشارة إلى سادتهم، فسمى بهذا الاسم، ثم استعمله البغداديون فلطفوه حتى عرف بهم دون مخترعيه إلى أن شاع.
أقول: ولعل في المطلع القديم المشهور الماعا إلي ما ذكر: