للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القول قول العجم: آه يا مواليا ... يا بيض لا ترحلوا ضلوا حواليا

ثم اسمع مؤدي ما يحدثنا به زيدان: وفي العصر المغولي الممتد من القرن السابع الهجري إلى القرن العاشر وضع ضرب من الشعر العامي يقال له: المواليا، كان في بغداد.

وها هو ذا ابن خلدون يقول: وكان لعامة بغداد أيضاً فن من الشعر يسمونه الموليات، وتحته فنون كثيرة، يسمون منها القوما وكان وكان، منه مفرد ومنه في بيتين، يسمونه دوبيت على الاختلافات المعتبرة عندهم في كل واحد منها، وغالبها مزدوجة من أربعة أغصان، تبعهم في ذلك أهل مصر القاهرة وأتوا فيها بالغرائب. . . بمقتضى لغتهم الحضرية.

ثم يمضي ابن خلدون في سرد طائفة منها (نجتزئ) ذكر واحد:

طرقت بابا الخبا، قالت من الطارق؟ ... فقلت: مفتون، لا ناهب ولا سارق

تبسمت لاح لي من ثغرها بارق ... رجعت حيران في بحر أدمعي غارق

والأبشيهي يعقد فصلاً لمختارات المواليا، نورد منها:

وقد أوعدونا الغضايا أننا نخلو ... في ظل بستان حافف بالتمر نخلو

والظل من فوقنا قد بلنا نخلو ... ومن كلام الأعادي قط ما نخلو

والبستاني يتحدث عن المواليا: وفي أصل المواليا أقول أشهرها أن هارون الرشيد أمر بعد نكبة البرامكة أن لا يرثيهم أحد بشعر، فرثت إحدى جواريهم جعفراً بشعر غير معرب، حتى لا يعد شعراً، وجعلت تقول بعد كل شطر يا مواليا، قالت:

يا دار أين ملوك الأرض أين الفرس ... أين الذين حموها بالقنا والترس

قالت: تراهم رمم تحت الأراضي الدرس ... سكوت، بعد الفصاحة ألسنتهم خرس

قال الأستاذ ويل وهو أول ما عرف من الموال. وقال مؤتمر الموسيقى، يقال إن أول ظهوره كان في بغداد، بعد الفتك بالبرامكة، قال الجلال في شرح الموشح (ثم ذكر القصة المتقدمة وزاد عليها):

قيل إن الرشيد حينما بلغه ذلك دعا الجارية، وأراد معاقبتها على مخالفة أمره، فقالت: يا أمير المؤمنين! أنت منعت رثاهم بالشعر، وهذا ليس بعشر لأنه لا يجري على الفصيح، فاقتنع.

<<  <  ج:
ص:  >  >>