للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انتهى حديث المصادر. ومنها يتضح صحة ما ذهب إليه معجميونا المعاصرون من أن الموال من المواليا، يؤيده:

١ - التقارب اللفظي بين الموال والمواليا.

٢ - كون النظم في كليهما تعتوره العامية.

٣ - كون الوزن في كليهما من بحر البسيط.

٤ - كون أحكام القافية في كليها واحدة.

٥ - كون الأعاريض في كليهما يشبهها ضربها.

٦ - كون الأعاريض وضربها في كليهما فاعلن وفعلن وفعلان.

٧ - أن في كليهما لازمة تردد: هناك يا موالي وهنا يا ليلى.

٨ - أن المواليا والموال للغناء.

٩ - الغناء في كليهما مرسل.

١٠ - أن كليهما مصدر بيا.

١١ - إطلاق الموسوعة الإسلامية كلمة المواليا.

فإذا كانت هذه القرائن كفيلة أن تقييم الدليل على أن الموال من المواليا كان من الحق أن تحكم أن لازمة هذا لازمة ذاك، وبعبارة أوضح أن (يا ليلي) تحدرت من يا موالي محرفة مطورة تطوير الطبيعة حافر الفرس من زعانف السمك، ما في ذلك عندنا من ريب.

فالموال إذن من المواليا، لا فعال من موله بمعنى صيره ذا مال كأنما يمول صاحبه - كما يذهب الزميل الأستاذ أحمد إيرى - ولا أصله مؤول، لما أن القافية الأخيرة تؤول إلى القافية الأولى - كما يذهب الصديق الطبيب فؤاد رجائي -.

وظني أن لازمة الشرقاوي (يايابا) أو (ياياباي) عدول أتى به الأشراف أو غير الموالي، بعد أن تبوأ الموال مكانه في الغناء العربي، فكأنما أقاموا أباهم مقام المولى.

سبيلنا الآن بعد أن بلغنا غايتنا أن نعقد الصلة بين يا موالي ويا ليل - إن كان ذلك متاحا - الحقيقة أن كرور العصور وكثرة التداول طمسا معالم الأصل في يا ليلى ما خلا النداء واللام والياء فبعد الشبه، حتى لا تكاد تتوسم في هذا الفرع ملامح الأصل إذ ليس ثمة لون من ألوان الاشتقاق المعهود في اللغة يصار إليه، الأمر الذي يجعل الملتمس من وراء

<<  <  ج:
ص:  >  >>