للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فإن وصلوا حبلي وصلت حبالهم ... وإن قرعوا سني جدعت لهم أذنا

إذا همُ في إسعادنا لملمة ... ألمت بنا قد أسعفونا فلا عشنا

وظنوا بأن الآل يشفي من الصدى ... فخاضوا به للورد جهلاً وما خضنا

وقد بدلوا الغالي الذي تعرفونه ... بصفقة لهم تبت يدا كم وما أغنى

صحائف عندي غيرة قد طويتها ... ولو نشرت يوماً لقوا لها ذقنا

أجول بطرفي في العراق فلا أرى ... من الناس إلا مظهر البغض والشجنا

فخيرهم للأجنبي وقبحهم ... على بعضهم بعض يعدونه حسنا

وشبانهم شابوا المودة بالجفا ... وشبنا وما للصفو في كدر شيئا

حضرنا متى غابوا بموقف حربهم ... وإن حضروا في موقف للخنا غبنا

سمرنا مع السمر العوالي ليالياً ... وهم سمروا في ذكر سعدى وفي لبنى

جفوا فوصلنا حبلهم بعد قطعه ... فدع منهم يبدو الجفاء ولا منا

ألا نخوة منهم فيصغون للذي ... أيادي سبأ قد لاعبت ذلك المغنى

ألا حازم للرشد شد حزامه ... لداهية ينسى بها الطائر الوكنا

ألا مرشد منهم عن الغنى قومه ... فيوقفهم منه على السنن الأسنى

ألا رافع عن قومه بني ظالم ... إذا فقدوا في الحرب من ينطح القرنا

وكان إذا أبدى التشاجر نابه ... يفرون مثل الجمر عنه وما كنا

لقد حملوا ما يثقل الظهر من خنى ... كأنهم من ماله حملوا سفنا

متى تعتذر أيامنا من ذنوبها ... وهيهات من غدر لمومسة لخنا

فكم طحنت قوماً بجؤجؤ صدرها ... وما أصلحت يوماً دقيقاً ولا طحنا

وعصبة لؤم قد تناجوا لحربنا ... فياويحهم ماذا يلاقونه منا

تراموا وحاشا المجد أن يتقدموا ... علينا وهاموا بالأماني وما همنا

وطاشوا ببرق لا أبالهم ... وسلوا علينا المرهفات وما خفنا

فقل لي بماذا يفخرون على الورى ... إذا عدت الآباء أو ذكروا إلا بنا

فهبهم على مجد الأثيل تسمنوا ... ألا يعلمون المجد بالقول لا يبني

ألا غيرة تدعو الصريخ إذا دعا ... ليوم عبوس شره يوقظ الوسنى

<<  <  ج:
ص:  >  >>