للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: وصنعت في ذلك لحناً، فلما سمع الرشيد الشعر واللحن رضى عنها.

قلت: هذا الاعتذار أفظع من الذنب. . . ولكنها شفاعة الشعر والفن.

وفي أخبار هذه (العلية) الظريفة، مما رواه أبو الفرج في أغانيه، هذه الحكاية اللطيفة:

قال أخوها إبراهيم بين المهدي - وهو مثلها صاحب فن - ما خجلت قط خجلتي من علية أختي؛ دخلت عليها يوماً عائداً فقلت: كيف أنت يا أختي جُعلت فداءك، وكيف حالك وجسمك؟ فقالت: بخير والحمد لله. ووقعت عيني على جارية كانت تذب عنها، فتشاغلت بالنظر إليها فأجبتني وطال جلوسي، ثم استحييت من علية فأقبلت عليها فقلت: كيف أنت يا أختي جعلت فداءك، وكيف حالك وجسمك؟ فرفعت رأسها إلى حاضنة لها وقالت: أليس هذا قد مضى وأجبنا عنه؟

قال إبراهيم: فخجلت خجلاً ما خجلت مثله قط وقمت وانصرفت.

ورجعة إلى طيرناباذ نسأل فيها الأستاذ الفاضل بعد السماح:

هل الأطلال التي ما تزال ماثلة للعيان في تلك المدينة المندثرة هي القباب التي ذكروها فقالوا: (لم يبق بطيرناباذ إلا قباب يسمونها قباب أبي نواس).

هذا وللأستاذ أفضل الحمد

(نابلس)

قدوي عبد الفتاح طوفان

١ - إلى الأستاذ عباس خضر:

استوقفتني بعض التعقيبات التي نشرها الأستاذ في العددين ٦٩٩، ٧٠٢ من الرسالة الغراء، فليسمح لي بهذا التعليق المتواضع:

١ - لا أستطيع أن أوافق الأستاذ على رأيه في (رؤيا لم تقص) في قصة: (قطر الندى) للأستاذ العريان، فهو يرى بعض النقص في هذا الموضع ويسأل كيف عرف المؤلف تمام رؤيا لم يقصه رائيها.

ونحن نعرف أن للقصة أصلاً تاريخياً، ولعل ذلك هو الذي دفع إلى هذا التساؤل، ولكني أحب أن أقول إن مؤلف القصص التاريخي لا يقف عادة موقف المؤرخ المحقق، وإنما له

<<  <  ج:
ص:  >  >>