الباقلاني فتصدر للأمانة في طريقتهم ووضع المقدمات العقلية
التي تتوقف عليها الأدلة والأنظار وذلك مثل إثبات الجوهر
الفرد والخلاء وأن العرض لا يقوم بالعرض وأنه لا يبقى
زمنيين وأمثال ذلك مما تتوقف عليه أدلتهم، وجعل هذه
القواعد تبعاً للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها لتوقف تلك
الأدلة عليها، وأن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول.
وجملت هذه الطريقة وجاءت من أحسن الفنون النظرية
والعلوم الدينية، إلا أن صور لأدلة تعتبر بها الأقيسة ولم تكن
حينئذ ظاهرة في الملة. ولو ظهر منها بعض الشيء فلم يأخذ
به المتكلمون لملابستها للعلوم الفلسفية المباينة للعقائد الشرعية
بالجملة). إننا - والحق يقال - لا نجد في هذا النص ما يشفى
غلتنا. - فما هو محور طريقة المتقدمين؟. . أهو استعمال
العقل في شرح العقائد؟ هذا لا يكفي، إذ العقل سيظل مستعملا
في طريقة المتأخرين بل سيكون ركنها الركين. هل هو عدم
الاكتراث بالمسائل الفلسفية؟. . ولكنا نجد الباقلاني وهو بلا
شك من المتقدمين يتكلم في الجوهر والعرض الخ فلنواصل
قراءتنا في مقدمة أبن خلدون. يقول مؤرخنا الشهير إن