يهود حلب دون كل يهود العالم يحتفظون في تقاليدهم بكثير من التراث القديم، ولقد كتب لنا أن درسنا في مدراسهم اثنين وعشرين عاما، اطلعنا فيها على الكثير من دينهم ولغتهم وأساطيرهم وما إلى ذلك.
ومما نعرفه ونحن في صدد يا ليلي أنهم ينقلون النغم العربي إلى حفلاتهم الدينية الفرعية بألفاظ عبرانية تشابه جدا الألفاظ العربية كل هذا بتوخ وقصد، ولطالما سمعنا طلابنا الشادين يغنون (يه الي) بإمالة الهمزة، فهي على وزن يا ليلي، وهي قريبة اللفظ منها، ومعنى يه الي: الله إلهي، إذ أن (يه) المقطع الأول من يهوه.
يا ليل في الغناء الغربي:
يستعمل الغربيون عامة لدى تجسيد النغم (لي للي. . . لم) وظني أن هذه الألفاظ التي أهملتها معاجمهم هي من (ليلي) مقفاة بالميم المؤذنة بالوقفة، أو بأمد من السكوت يوحي بع إطباق الفم بها.
فإذا صح ما قدمته صح معه أن دولة يا ليل العربية تمتد من مراكش فشمال أفريقيا فجزيرة العرب ما خلا البادية فالعجم فتركية فأرمينية فالقوقاز فسائر أوروبا، ومن اصطبغ بمدنيتها من أمريكا وسائر المعمورة.
وعلى هذا الامتداد لا يكاد يدور دولاب الزمن نحواً من الدقيقة ألا يتموج الهواء بيا ليل نهار دون انقطاع، وهذا مجد ما بعده من مجد.