بوادي الغضا للمالكية أربع ... سقتها الحيا منا جفون وأدمع
ومرتع لهو كان للريم ملعباً ... على أنه للضيغم الورد مصرع
إلى أن قال:
أراني مقيما بالعراق على ظمأ ... ولا منهل للظامئين ومرتع
وكيف بورد الماء والماء آجن ... يبل به هذا الغليل وينقع
لعل وما يجدي لعل وربما ... غمائم غم أطبقت تتقشع
يعود زمان مرّ حلو مذاقه ... وشمل أحبائي كما كان يجمع
وكنت إذا طاشت سهام قسيها ... وقتنى الردى من صنع (داود) أدرع
فمن جوده أنى ربيت بجوده ... وزير له الإحسان والجود أجمع
وردَّ شموس الفضل بعد غروبها ... كما ردها من قبل ذلك يوشع
وقام له في كل منبر مدحة ... خطيب من الأقلام بالفضل مصقع
ومستودع علم النبيين صدره ... ولله سر في معاليه مودع
كأن ضياء الشمس فوق جبينه ... على وجهه النور الإلهي يسفع
وزير ومرّ الحادثات تزيده ... ثباتاً وحلماً فهو إذ ذاك أروع
(أبا حسن) هل أوبة بعد غيبة ... فللبدر في الدنيا مغيب ومطلع
لئن خليت منك البلاد التي خلت ... فلم يخل من ذكرى جميلك موضع
ففي كل أرضٍ من أياديك ديمة ... وروض إذا ما أجدب الناس ممرع
يفيض الندى من راحتيك وإنها ... حياض بنز الآمال منهن تكرع
وإني على خضب الزمان وجدبه ... إليك وإن شط المزار لأهرع
ولو أنني وفقت للخير أصبحت ... نياقي بأرض الروم تخدى وتسرع
وكان المترجم مكرماً ومحبوباً من الجميع لما كان يأتيه من العدالة والمساواة والإخاء، وقد مدحه الشيخ صالح التميمي وعدد مناقبه بقصيدة طويلة نثبت منها ما يلي:
زهت الرياض وغنت الأطيار ... وزها المقام ورنَّت الأوتار
وصفا بها العيش الأنيق وروقت ... فيها المياه وجادت الأمطار
وعلت على دوح الأراك حمائم ... وتزاهرت بغنائها الأقمار