للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طريق الهجرة النبوية:

كتب الأستاذ محمد عبد الوهاب فايد في الرسالة الغراء كلمة وجيزة نقل فيها عن (عيون الأثر) و (مجمع الزوائد) أسماء الأماكن والمواضع التي مر بها ذلك الداعي الكريم محمد العظيم عليه الصلاة والتسليم، أثناء هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة؛ وهو بهذه الكلمة يشارك في تحقيق ذلك المقصد الجليل وهو تحقيق المواضع التاريخية وتحديد مواضعها؛ ولكني ألاحظ أن مجرد سرد هذه السناء في الكتاب أو المقالات، لا يغني كثيرا، فنحن نعرف سلسلة طويلة من هذه الأسماء، ولكنا لو طولبنا بتوضيحها على الخريطة الجغرافية، أو أردنا العثور عليها في مواضعها الحسية، لما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ولذلك أرى فيما يتعلق بتحديد هذه المواضع، ومقابلة أسمائها بمواقعها من البسيطة، أن تنصرف جهود الباحثين والمؤرخين والعارفين إلى تحقيق (المصورات الجغرافية) التي يوضحون عليها مواقع هذه الأسماء، وإلى تنظيم الرحلات العلمية إلى هذه المواقع ليصفوا لنا حاضرها، أو ما أصابها من تغيير بمرور الزمان، وتتابع الحدثان.

ويسرني أن أزف إلى قراء الرسالة الغراء بشرى طيبة، وهي أن الأستاذ المفضل الشيخ محمود السيد الحمصاني - هو مدرس بمدرسة التعاون الإنساني بدمنهور، وقد شاب في سبيل الله والوطن والتاريخ، وضحى بالكثير من ماله وأعصابه قد حقق مواضع القرى والآبار والأماكن التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته، وأفنى في ذلك سنوات قضاها في الرحلة والبحث والضبط والاستقصاء، ورسم بيده خريطة جليلة مضبوطة سماها (خريطة الهجرة النبوية)؛ وأبان فيها جميع هذه الأماكن، وعلق عليها بقوله: (ليست خريطة الهجرة مجرد شكل يفرح المتأمل لرؤيته، ولكنها إرشاد يوحي بأمجد ذكرى لأكبر حادث في تاريخ البشر، تغير له وجه الأرض بظهور نور الإسلام على سائر الأديان، فما كاد صلى الله عليه وسلم يخطو في طريق هجرته حتى بدأت الدنيا تتقلقل، كأنما مر بقدميه على مركز الأرض فحركها، وكانت خطواته تخط في الأرض، ومعانيها تخط في التاريخ، وكانت المسافة بين مكة والمدينة، ومعناها بين الشرق والغرب)!!. . .

وعندي أنه يجب - تقديراً لمجهود الأستاذ محمود الحمصاني، وتشجيعاً لغيره من الباحثين

<<  <  ج:
ص:  >  >>