للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- أجتمع بها ولكن أقل مما أريد.

- وهل تحبها؟

- وكيف لا؟

- وهل تحبك؟

- ومن يعرف حقيقة قلوب النساء؟ ولكن أعتقد إنها تحبني.

- وهل أنت واثق من إخلاصها لك؟

وسكت عند هذا السؤال وسكت معه طويلا، وكنت أعرف في هذا الصديق ميلا إلى المزح والنكتة، فأخذت أحدق فيه عسى أن المح علامات المزح فيما يقول فوجدت أثر الجد ظاهراً عليه ففار دمي وزاد ألمي؟ وأحس بهذا مني فأراد التراجع قائلا: إنه لم يقصد شيئاً بما قال. فألححت عليه أن يبوح بما يسر لأني أريد أن أعرف الحقيقة، فقد أصبحت من شهور رهين الوساوس والشكوك، وإن الذي ينقذني من هذه الشكوك يسدي إليّ جميلاً لا أنساه مدى الحياة.

فقال على عادته في المزح: تقصد أنك لا تنسى له هذه الإساءة ما دمت حياً. فقلت له: إنك لا تعرفني جيداً وإن عليك أن تبوح لي بكل ما تعرف.

وهنا أخذت أصف له آلامي وصفاً صادقاً. فرق لحالي وحمله قلبه الطيب أن ينير الطريق أمام هذا الصديق الأعمى؛ فراح يصف لي خيانتها وتعلقها الآن بصديق من أصدقائنا لا يخلو من الرقة على ضخامته.

والواقع أني لم تدهشني هذه الأخبار فقد أعددت لها نفسي من زمن فأشبعت رغبتي في معرفة أحوال إنجيل، ولم يكذبني صديقي فيما قال فقد سألتها أول مرة رأيتها فيها بعد هذا الحادث وطلبت منها أن تفصح لي عن الحقيقة فإذا بها تثور ثورة الملكة المغضبة وتركتني بلا كلام ولا سلام.

فعدت لنفسي وقلت إني قد أكون مخطئاً في حكمي، وإن من الخير لي أن أعرف الخبر اليقين من صديقها الجديد. فعثرت عليه في ليلة حالكة من ليالي الشتاء ودام بيننا الحديث ساعة أو يزيد وكنت أكلم هذا المنافس السعيد بصراحة تامة أملاً أن يصارحني بمثلها ولكنه أخذ يفند ما اتهمته به ويقسم أنه لا يعرف شيئاً مما قلت، وإن علاقته بإنجيل صداقة لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>