الشمال الأفريقي كله، يمنع عنه العلم والنور والحرية والتقدم. فرنسا هذه كيف يختلج بحبها ضمير أنساني واحد، بله أن ينطلق لسان لها بمثل هذا الغزل العجيب!
وليس المتغزلون في إنجلترا وفرنسا وحدهم هم عبيد الشرق المنكوب! هنالك من يتغزل في (روسيا) في هذه الأيام. وحقيقة أن بعدنا عن فم الدب بعض الشيء قد يجعلنا اقل حنقا عليه. ولكن هنالك من ينسى مصريته ليذكر (روسيا) العزيزة١ وتلك لغة العبيد.
لقد سمعنا طويلا: أمنا فرنسا، أمنا إنكلترا، أمنا روسيا! بابا ستالين! كما سمعنا من يقول: تقدم يا روميل! ايام العلمين!
ولقد آن أن يخفت صوت العبودية في هذا كله، ليرتفع صوت واحد: أمنا مصر. عمنا الشرق. أبونا النيل.
أيها العبيد! تحرروا مرة من لوثات الضمير
أيها الدعاة في الحرب وغير الحرب!
كفروا عن جريمتكم وعدوا مصريين. وشرقيين!
أنا أوربا المتبربرة قطيع واحد من الوحوش الواغلة في دماء البشرية، المعتدية على كرامة الإنسانية؛ فليس بإنسان من لا يغضب لكرامته ولكرامة (الإنسان) التي يذلها الاستعمار في كل مكان. وهذه البشرية لن ترفع رأسها إلا يوم أن تسحق هذه اللعنة البغيضة. لعنة الاستعمار والمستعمرين. ونحن في الشرق لا ينبغي أن يقوم بيننا وبين هذا الغراب المتبربر سلام، إلا حين تنكمش هذه الوحوش الآدمية في داخل حدودها أو في داخل أقفاصها!
وما يجوز أن يرتفع صوت واحد بالثناء على قوم حاربوا لأنفسهم، دفاعا عن الزبد الذي يأخذونه من بين شفتي العالم، ليستمتعوا، ويصاب بالسل آخرون
إن هؤلاء المستعمرين هم لعنة هذه الأرض التي لا يجوز أن نضمر لها غير الحقد والضغن. فهم الذين يثيرون الحروب العالمية ويتمسحون في الألمان وغير الألمان.
والألمان مثلهم. . . كلهم سواء. وحوش آدمية متبربرة، تتبدى في أزياء من الحضارة الخادعة. فلن تكون حضارة صادقة مع ضمير متعفن كضمير الاستعمار.
الحقد! الحقد المقدس أيها الشرق المنكوب هو وحده المنقذ حين يفتح فاه، فيلتهم قطاع