كلمتين، لا كلمة واحدة كما هو الآن. القانون الآن (حقي) ونحن نريد أن يكون (حقي وواجبي) وما أهلك الفقراء بالأغنياء، ولا الأغنياء بالفقراء ولا المحكومين بالحكام إلا قانون الكلمة الواحدة.
أنا احمد المدير. . . لست المدير بما في نفس احمد، ولا بمعدته وبطنه، ولا بما يريد احمد لنفسه وأولاده. . . كلا، أنا عمل اجتماعي منظم يحكم أعمال الناس بالعدل، أنا خلق ثابت يوجه أخلاقهم بالقوة، أنا الحياة الأم مع الحياة الأطفال الأخوة في هذا البيت الذي يسمى الوطن، أنا الرحمة، عندي الجنة ولكن عندي جهنم أيضاً مادام في الناس من يعصي، أنا بكل ذلك لست احمد، لكني الإصلاح.
هأنذا قد صرت مديراً أعسّ في الطريق بالليل وأتفقد الناس ونوائبهم.
من أرى؟ هذا طفل وأخته نائمان على عتبة البنك في حياة كأهدامهما المرقعة، في دنيا تمزقت عليهما، قم يا بني، لا تُرَع إنما أنا كأبيك، تقول اسمك احمد، واسم أختك أمينة؟
تقول: إنك ما نمت من الجوع، ولكن مضمضت عينك بشعاع النوم؟
يا ولديّ المسكينين بأي ذنب من ذنوبكما دقتكما الأيام دقاً وطحنتكما طحناً، وبأي فضيلة من الفضائل يكون ابن فلان باشا وبنت فلان باشا في هذا العيش اللين يختاران منه ويتأنقان فيه، ما الذي ضر الوطن منكما فتموتا، وما الذي نفع الوطن منهما فيعيشا؟
إن كنت يا بني لا تملك لنفسك الانتصار من هذه الظليمة فأنا أملكها لك، وإنما أنا المظلوم إلى أن تنتصر، وإنما أنا الضعيف إلى أن آخذ لك الحق.
إليّ بابن فلان باشا وبنت فلان باشا.
يا هذا عليك أخاك احمد ولتكن به حفياً، ويا هذه عليك أختك الآنسة أمينة. . .
أتأبيان، أنفرةً من الإنسانية، وتمرداً على الفضيلة، أحقاً بلا واجب، دائماً قانون الكلمة الواحدة!؟ خلقتما أبيضين سخرية من القدر وأنتما في النفس أحبوشة الزنج ومناكيد العبيد.
ورفع احمد يده. . . .
وكان الشرطي الذي يقوم على هذا الشارع، وإليه حراسة البنك قد توسنهما ودخلته الريبة، فانتهى إليهما في تلك اللحظة وقبل أن تنزل يد سعادة المدير بالصفعة على وجه ابن الباشا وبنت الباشا كان هذا الشرطي قد ركله برجله فوثب قائماً واجتذب أخته وانطلقا عَدْو الخيل