الجديد ان يقتص من ذلك الذي خدع أباه حتى جره إلى مواطن الحتف، ولئن سقاه أمس جده الكأس عسلاً فإنه اليوم يجرعه إياه علقماً، فقد جرده من القاب شرفه ونفاه إلى اركينجل نفياً لم تكن منه عودة. . .
على أن ذلك الفلك الدوار يضع على العرش عام ١٧٤١ القيصرة اليزابت ابنة بطرس الأكبر فترد إلى أسرة تولستوي شرفها وضياعها في شخص اندرو ايفانوفتش تولستوي حفيد ذلك الذي قضى نحبه في اركينجل.
وينمو من هذا الفرع الجديد السامق فرع هزبل رخو هو أبنه إليا تولستوي، فلقد كان ماجناً مستهتراً ضيق العقل، بسط يده كل البسط في ثروته العظيمة فبددها، ثم بدد بعدها ثروة زوجه الغنية، ولولا أن تداركه بعض ذوي النفوذ والثراء من أقربائه لحاق به سوء ما فعل، فبفضل هؤلاء عين إليا تولستوي حاكماً لقازان واستطاع أن يسترد بعض ما فقد. . .
ورزق حاكم قازان بغلام اسمه نيقولا، وترك له بعد موته ما بقي من أملاك الأسرة، وفي عهد نيقولا هذا وهنت ثروة الأسرة وهناً شديداً ولم تكن له يد في ذلك وإنما حدث هذا بسبب غيابه إذ أسره الفرنسيون، وكان لم يتجاوز الثامنة عشرة اثناء حملة نابليون على روسيا، وظل سجيناً بفرنسا حتى غلب نابليون على أمره فأطلقت سراحه جيوش الحلفاء الظافرة بعد دخولها باريس. . . ولم يجد نيقولا ما يرأب به ما تصدع ويصلح ما فسد خيراً من زواجه بات ثراء، وتم له ذلك بزواجه من ماري فولكنسكي العظيمة الثراء الكريمة المحتد.
وكان لأسرة فولكنسكي إلى الثروة وعراقة الاصل، الشمم والبطولة وقوة الروح واستقلال الرأي وصرامة العزم فتلك خلال ظهرت كلها أو بعضها في أفرادها، ومن هؤلاء ثائر اشترك في ثورة الديسمبريين وعوقب بالنفي ثلاثين عاماً في سيبريا حيث صحبته زوجته عن طوع، ومنهم ابن عم له خاض المعارك ضد نابليون في حماسة وبسالة اعجب بهما نابليون إعجاباً حمله على أن يرسل في طلبه وهو جريح أسير وعرض عليه أن يرد إليه حريته إذا قطع على نفسه عهداً إلا يحاربه مدة عامين ولكنه رفض هذا العهد في شمم وكبرياء. . .
وعرفت كذلك أسرة فولكنسكي بصلة النسب بين كثير من أفرادها وبعض ذوي المقدرة