الأمروالنهي، ويتساءل بينه وبين نفسه لم يترفع عليهم أبوه هذا الترفع، ولم لا يعاملهم كما يعاملونه، ولكن نيقولا يخبره إذا سأله ان الفلاحين في الضيعة كلها ملك أبيه وملك أجداده كما حدثته بذلك العمة تاتيانا.
على أنه يعلم فيما يعلم أن القصر والضيعة كانا من أملاك أمه ورثتهما عن آبائها من أسرة فولكنسكي، ولكن رأسه الصغير لا يتسع لما يقال عن نسب أمه ونسب أبيه، وإن أخاه نيقولا نفسه الذي كثيراً ما علمه ما لم يكن يعلم يبدو منه العجز والتناقض إذا تحدث عن هذا النسب، ولا تحدثه العمة تاتيانا عنه إلا بقدر ما تعتقد أنه يفهم.
لم يكن يستطيع الطفل في تلك السن أن يدرك حديث نسب أبيه ونسب أمه فإنه حديث طويل وتاريخ قديم. . .
كان بطرس اندر فتش تولستوي أول فرع سامق من فروع أسرة تولستوي التي نبت اصلها في ألمانيا من زمن بعيد؛ وقد بدأ سموق هذا الفرع في عهد العاهل العظيم بطرس الأكبر الذي ولي أمر الروسيا في أواخر القرن السابع عشر.
حارب بطرس اندروفتش تولستوي في معركة أزوف عام ١٦٩٦؛ وأرسله القيصر بعد ذلك إلى أوربا ليتعلم بناء السفن؛ وفي مستهل القرن الثامن عشر عينه سفيراً لروسيا لدى الباب العالي، ولما اشتبكت الدولتان في حرب عام ١٧١٠ ألقى به في سجن الأبراج السبعة، وكان يلقى فيه السلطان بالسفراء الذين يكون بينهم وبين دولهم حرب، ولما عاد بطرس إلى بلاده عام ١٧١٤ وصل إلى منصب الوزارة. . .
ولم ينس العاهل الجبار بطرس الأكبر صنيع وزيره هذا إذ أرسله إلى إيطاليا ليعود بأبنه اليكسي، وكان قد هرب من بلاده خوفاً من غضب أبيه عليه لما كان من معارضته إياه في إصلاحاته، ولم يزل به ذلك الوزير الماكر يغريه ويمنيه، ويستعين عليه سراً بخليلته، حتى عاد به إلى روسيا حيث أسلمه إلى الموت نكال أبيه، وجزى بطرس رسوله بالمال والضياع المترامية. ومما يروى عن القيصر العظيم انه في أواخر أيامه كان يمس بكفه رأس وزيره قائلاً:(أيها الرأس. . .! أيها الرأس، لولا ما أنت عليه من مهارة لمضى اليوم زمن طويل على الإطاحة بك من فوق كتفيك).
ويأتي دوران الفلك إلى عرش روسيا بنجل اليكس بعد، فيكون أول ما يعنى به القيصر