صحيفة خاصة بهم أطلق عليها (صديق الأطفال) وقد عر هو نفسه بهذا اللقب. وامتاز بأسلوب في منتهى السهولة واللين. ولم يكتف بما في لغة بلاده بل نقل كثيراً مما ورد في لغات الأمم الأخرى. وبهذا استطاع أن سيد فراغاً كبيراً، وان يشبع رغبة الصغار في القراءة
ولم تشرق شمس القرن التاسع عشر حتى كثر عدد الكتاب الذين زاولوا هذا النوع من التأليف.
وفي القرن العشرين بلغ عدد ما يطبع سنوياً من قصص الأطفال بضعة ملايين، كما ان الصحف الخاصة بهم كثرت وانتشرت في كل مكان.
٢ - إنجلترا:
ويغلب الظن على أن العناية بكتب الأطفال في إنجلترا بدأت بعد ظهورها بفرنسا. فأنشأ (نيو بري) مكتبة خاصة للأطفال حوت كثيراً من الكتب التي تستهوي أفئدتهم، ومن بينها قصص الفت عن خرافات العصور الوسطى. ولما سرت تعاليم (روسو) و (لوك) وغيرهما من المفكرين إلى بلاد الإنجليز تأثر بها كتابهم إلى ابعد حد. ولا شك في أن (توماس داي) كان من اعظم كتاب الإنجليز تأثراً بتعاليم (جان جاك روسو) وقد ألف للأطفال قصة دعاها (ستانفورد ومرتون) تدور حول غلام سيئ الأخلاق والتربية يدعى (توماس مرتون) وهو من أب إنجليزي هاجر إلى الهند وأثرى ثراء عظيماً. ولما رجع إلى بلاده نشأت صداقة بين ابنه هذا وبين ابن أحد جيرانه وهو (هاري ستانفورد) وكان حسن الأخلاق طيب التربية بفضل تعاليم قس القرية (المستر بارلو) ولما فطن والد (توماس) إلى حقيقة هذا الأمر ناط بهذا القس تعليم ابنه وتهذيبه. فنتج عن هذا ان اصبح الصبي (توماس) صالحاً لا عوج في أخلاقه.
وظهر بعد (توماس داي) كتاب كثيرون منهم (دي فو) مؤلف قصة (روبنصن كروزو) التي نالت شهرة واسعة ونقلت إلى جميع لغات العالم وقام في كثير من البلدان الأوربية من قلدها ونسج على منوالها.
ولد (دي فو) سنة ١٦٦٠ وتوفي سنة ١٧٣١ واشتغل بالتجارة ولكنه أصيب بالفشل. واشتغل بغير التجارة فصادفه الإخفاق التام. وكان مشغوفاً بالسياسة فاصدر في عام ١٧٠٣