نشرة أغضبت ملك الإنجليز فأمر بإلقاء القبض عليه ومحاكمته. وأخيراً اضطر إلى مغادرة لندن والالتجاء إلى الريف. وهناك كان يقضي وقته في الكتابة والتأليف. وفي سنة ١٧١٩ اخرج هذه القصة الشهيرة.
ثم ظهرت قصة رائعة أخرى وهي (أسفار جوليفر) لمؤلفها (سويفت) وكان هذا الكاتب فقيراً جداً. وحاول ان يشتغل بالسياسة ولكنه لم يفلح فاضطر إلى الرجوع إلى موطنه الأول أيرلندا وفي سنة ١٧٢٩ اخرج هذه القصة في أسلوب مشرق الديباجة.
ثم تتابعت قصص الأطفال في إنجلترا. ومن اشهرها (أليس في بلاد العجائب) لمؤلفها (لويس كارول)(١٨٦٥) و (بيتر بان)(٢٦ ديسمبر ١٩٠٤) وغيرهما مما لا يتسع المجال لذكره. وظهرت صحف يخطئها العد لأطفالهم دون سواهم. وقد ساهم في تحريرها الأطفال من الأمراء والنبلاء.
٣ - في الأمم الأخرى:
وقد تسابقت الأمم الغربية الأخرى في هذا المضمار وقطعت فيه شوطاً بعيداً. فأنشأت أمريكا مكاتب عامة للأطفال ووكلت أدارتها إلى فريق منهم. وتطبع في أمريكا ملايين القصص في كل عام، وتصدر مئات الصحف التي يشرف عليها الأطفال وتدبجها أقلامهم.
واهتمت فنلندة وغيرها من أمم شمال أوربا بأدب الأطفال كل اهتمام. وامتازت قصصهم بخيال خصب، ترى عليها مسحة من الهزل والطرافة، ولوناً من الحزن يقربها إلى نفس. وممن برع من كتاب أهل الشمال في هذا الباب الأديب الفنلندي (اندرسن) الذي ولد عام ١٨٠٥ وتوفي عام ١٨٧٥. ومن خير كتبه التي أخرجها للأطفال قصة (ملكة الثلج).
ولم يقصر أهل الجنوب في هذا الميدان، بل أعطوه قسطاً كبيراً من عنايتهم. وقد كان لقصص الأطفال أكبر تأثير في العمل على وحدة كل من إيطاليا وألمانيا. وامتازت قصص أهل الجنوب بالدرس والتحليل والبحث والتمحيص، وتحكيم المنطق في كثير من الأمور، فلم يكن للخيال عندهم نصيب مذكور.
٤ - في الشرق:
أما في الشرق فلم يعن أحد بالاتجاه في هذه الناحية. وذلك لتفشي الأمية وعم العناية بتثقيف