أننا لا ندافع عن الأجنبي بأية حال من الأحوال، ولو أن حضرة النقيب طلب إجراء بازاء الأفلام التي تذاع بيننا باللغة الأجنبية لظاهرناه في رأيه بدافع القومية على الاقل، ولكنه يطالب بمنع (أفلام ناطقة باللغة العربية)، ونحن نعرف ان الشركات الأجنبية بقوتها واستعدادها المادي والفني ستخدم اللغة العربية وستخدم الفن بيننا، وستكون منافستها داعياً للإجادة وللقضاء على ذلك الفن الرخيص الذي هو أشبه بسامر الطبالين في القرية. .
لا يا حضرة النقيب، فإن الفن اجل واطهر من أن يتدلى حتى يصبح مجرد تجارة وضماناً.
ولو صح هذا الكلام الذي تقوله لجاز أن يطالب الأدباء بمنع ترجمة المؤلفات الأجنبية لأنها تقضي على مستقبل آلاف من المؤلفين المصريين، يالها من حجة هي حجتك ومنطق هو منطقك!!. .
المسرح الشعبي:
انتهت وزارة الشؤون الاجتماعية من الاستعداد لإنشاء مسرح شعبي يقوم بعرض تمثيليات وأدوار تتصل بالحياة الشعبية في الأحياء الوطنية وفي أقاليم الريف.
والقصد من إنشاء هذا المسرح هو معالجة المشاكل الاجتماعية والخلقية بين طبقات العامة وجماهير الشعب بأسلوب من الفن يلائم مداركهم وعقلياتهم لغة وأداء وموضوعاً، حتى يكون اسهل في التأثير، وابلغ في التوجيه، وأجدى في الفائدة.
والفكرة في إنشاء هذا المسرح ليست بنت اليوم، ولكنها فكرة لجأت فرنسا إلى تحقيقها منذ زمن، وقد كان القصد من إنشاء هذا المسرح أن يكون درجة قريبة الصعود لطبقات الشعب، إذ كان التمثيل على المسرح الفني يجري بأسلوب رفيع، ويتناول موضوعات قوية عميقة المغزى، بعيدة على المدارك، فكان المسرح الشعبي أشبه ما يكون بمرحلة الأعداد للمسرح الأعلى، كمرحلة التعليم الابتدائي بالنسبة للثانوي، والثانوي بالنسبة للعالي
ولكن عندنا تجري الأمور معكوسة مقلوبة، فما يسمونه بالفن التمثيلي والسينمائي بيننا يجري منحطاً مع عواطف الجماهير، ويتدلى إلى ما هو أدنى من مداركهم، ونحن الذين كنا من قبل نهيب بهذا الفن أن يخفف غلوائه، وأن يقدر لأدراك الجماهير قيمة في حسبانه، أصبحنا اليوم نطالب بان يسمو الفن في مهمته واساليبه، وان يترفع عما تردى فيه من عامية منحطة في الأداء والموضوع. فمن مبلغ أولئك المسؤولين ان الفن عندنا جميعه قد