نتائج ذلك استفحال الإجرام - ويرجع الإحجام عن أداء الشهادة في الغالب إلى الرهبة من الجناة والخشية من سطوتهم أو نفوذ ذويهم نظرا لطول إجراءات المحاكمة الجنائية
وعلاج ذلك تبسيط هذه الإجراءات واختصارها خصوصا وقد دلت التجارب والمشاهدة على أن طول الزمن كثيرا ما يدفع ذوي الشأن فيها إلى الانتقام بأنفسهم فضلا عن إنه يقلل من أثر الأحكام في نفوس الجناة ويضعف وقعها عند أمثالهم من المجرمين، كما أن ذلك إن لم ينس الشهود والوقائع التي شاهدوها من عهد طويل فإنه يتيح الفرص للجناة ولإضعاف أدلة الاتهام والتلفيق لإفلاتهم من يد العدالة.
وفي بلد كمصر تعددت فيه الهيئات القائمة على التحقيق وتوزعت المسؤوليات يجب وضع القواعد الكفيلة بتبسيط العمل بحيث تقوم كل هيئة بما يفرض عليها؛ حتى لا تتعدد الإجراءات تعددا قد يؤدي إلى الاضطراب في التحقيق والأضعاف من قيمته.
المصالحات والوعظ والإرشاد:
ومما جاءت به الشريعة الغراء للمحافظة على الأمن العام: الأمر بإصلاح ذات البين فقد قال الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين) وقال الله تعالى (إنما المؤمنين اخوة فأصلحوا بين أخويكم) وقال الرسول عليه السلام: (لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا) من أجل ذلك يكون لمجهود الواعظ في هذا الميدان مجال فسيح عظيم الأهمية في معاونة هيئات الحكومة للوصول إلى الهدف المنشود وهو إحلال الصفاء محل النزاع بما يسدونه إلى الفريقين من الموعظة الحسنة والإرشاد الحكيم وقد قامت دعوة النبي عليه الصلاة والسلام على هذا الأساس فالله يقول (فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر) ويقول (وعظهم وقل في أنفسهم قولا بليغا) ويقول (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). وبما أن هذه الدعوة هي رسالة الوعظ فحبذا لو ذلك سبل الانتقال لحضرات الوعاظ ليتمكنوا من كثرة التردد على البلاد التي تقع في دائرة عملهم وليتيسر لهم أداء رسالتهم على الوجه الأكمل. وحبذا لو عنى كذلك خطباء المساجد بمعالجة العادات السيئة والمنكرات الشائعة والجرائم المنتشرة في دائرة عملهم بما يلائم روح