الثائرة، يبعد أحيانا عن الاجادة، كما تراه في قوله:
الطريقَ الطريق: قافلةُ الشعر ... وركب الوزير والوزراء
وفي قوله يتحدث عن حلهم في رياض الفيوم:
طرق الشعر بابها، فإذا شعر ... يقول: ادخلوا وطاب الثواء
وذلك سبيله في فنه، يثور حتى على سبل الفن الواضحة المألوفة. و (العوضى) أظهر استواء في شاعريتهلأنأسلوبه أسلوب مصنوع تأنق الشاعر في صوغه كما أراد، وهو فيه هادئ واضح، من حيث كان (طاهر) مفكرا ثائرا، والغزالي فنانا شاعرا.
وفي قصيدة (طاهر) روح الحارث ومعلقته:
آذنتْنا بينها أسماء ... رب ثاو يملُ منه الثواء
بل هو يستعير يعض أبياتها:
اجمعوا أمرهم عشاء فلما ... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
كما يستعير بعض ألفاظها وقوافيها، ولكنه مع ذلك ذو شخصية قوية في قصيدته.
والغزالي يشترك في بعض معانيه مع بعض الشعراء؛ فبيته:
نسلتْ ريشه الليالي طوالا ... أترى تصبح الليالي قصارا؟
شبيه بقول ابن أبي ربيعه في المعنى والوزن والقافية من قصيدة طويلى:
والليالي إذا نأيِتِ طوالٌ ... وأراها إذا دنوتِ قصارا
ولكن في قوله (نسلت ريشه الليالي) زيادة في بليغة ليس لها نظير في بيت عمر.
أما العوضي فتكاد قصيدته تشبه قصيدة جرير - في الفن والروح:
ألا أيها الوادي الذي ضمَّ سيله ... إلينا نوى ظمياءُ حييِّتَ واديا
إذا ما أراد الحي أن يتفرقوا ... وحنَّت جمال الحيّ حنِّت جماليا
وان كانت تختلف عنها في كثير من الأوصاف الفنية.
هذا ما أردت أن أذكره من نقد أدبي لهذه القصائد الثلاث لشعراء لهم من بين شعرائنا الشبان مكانة ممتازة ومجد أدبي نرجو أن يعملوا له ليكون لذلك أثره في مستقبل القريض وبالله التوفيق.