للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قد شاع فيها الخراب والدمار!

ولم يكن بالدار غير فتاة ترعاها. هالها أن رأت ذلك الثور المخيف، وأحست بالشر، يوشك أن يحدق بالدار ومن بها. فغافلته وهو يلهو بالكسر وبالتحطيم؛ وانطلقت تنشد النجدة والمعونة. . .

وبعد لأى أقبل الناس، علَّهم أن ينقذوا البقية الباقية. فلم يجدوا بقية باقية. . .

وهل شفي الغليل أن قُتل الثور ومُزِّق كل مُمَزق؟

إن دماء ثِيَرَةِ الأرض جميعا لا تعادل آية واحدة من آيات الفنون!

ويلُ الورى من عَنيفٍ أحمقٍ خَرِفِ، ... كأنه الثورُ في مستودع الخزفِ

رأى جمالا وفناً ليس يفهمه ... وهاله ما رأى من مُبْدَع الطُّرَفِ

فلم يزل مُرْهِفاً قَرْنَيه، مندفعاً ... يجري، فيكسر ما ألْفَى من التحف

كأن في صدره حقداً ومَوْجِدة ... لكل شيء بديع الصنع مؤتلف

وكيف يدرك (ثور) أنَّ ذي تُحَف ... للحفظ والصون، لا للمحوَ والتلفِ؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>