للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبهذا الأسلوب انتقل بنا من الشرق إلى الغرب. فصور لنا حياة (مارشال هول) الذي سطع نجمه في سماء المحاماة في إنجلترا، وزميله (هنري روبير) في فرنسا. ذلك النقيب العظيم الذي قال عنه (دي مورو جيافري) أن المحاماة في فرنسا فقدت بوفاته اكبر رجل رفع شأنها منذ عهد (بربيه) وهي كما يقول المؤلف مقالة عن مكانته في التاريخ، فلعل (بربيه) اكبر رجال المحاماة في التاريخ الفرنسي، كما كان أعجوبة البلاغة والشجاعة في مجلس النواب ومجلس الأعيان.

إن لدراسة الشخصيات الكبيرة وتحليلها بالطريقة والأسلوب اللذين نهجهما الأستاذ عبد الحليم الجندي قيمة في توسيع الأفق الثقافي والذهني، ففي خلال هذه الدراسات يطالع القارئ وصفا دقيقا لحياة المجتمع وتطوره، وعادات الناس وأخلاقهم وعلاقات بعضهم ببعض. كما يلمح بشيء من التأمل والمقارنة مبلغ الفرق بين الحياة في عصرنا والحياة في العصر الذي سبقه. وفي الكتاب ميزة أخرى وهي انه يطالع المحامي بما هيأ لأعلام المحاماة في الشرق والغرب ما وصلوا إليه من مكانة رفيعة ومنزلة سامية، وما هي العناصر التي عبدت لهم طريق الشهرة والمجد.

فهو كتاب المحاماة وكتاب المحامين. فيه يجد المحامي كبيراً كان أو مبتدئا ما يرسم له سبيل النجاح والتوفيق. ٠ فلعل في كل محام مواهب لو عرف كيف يتعهدها يستخدمها على ضوء حياة العظماء من المحامين لأدرك من المكانة والمنزلة ما لا يدركه إذا اغفل هذا الجانب من البحث والدراسة. وأني لأنصح كل محام وكل من يعد نفسه محاميا أن يقرأ كتاب (الأستاذ عبد الحليم الجندي) ففيه صورة واضحة قوية للمحاماة الرفيعة الناجحة

عبد الرحمن الرافعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>