أحيانا انك قوية جدا على ما تريدين فعله). فقد لاحظت انه إذا حدث وراقتها بعض الحفلات تأخذ في الرقص حتى الساعة الخامسة صباحا فإذا كانت الحفلة مملة تشعر بتوعك شديد فيضطر توم إلى أن يعود بها إلى المنزل مبكرا. ويظهر إنها لم ترتح لجوابي وبالرغم من إنها نظرت إلي بابتسامة وادعة فإنني لم أر لهذه البسمة أثرا في عينيها الوسيعتين الزرقاوين، وقالت:(لعلك تتوقع مني أن اسقط ميتة لا لشيء إلا لأدخل السرور على نفسك).
ولكن لويز لم تمت ومات زوجها وهي حية بعد. لقد لقي حتفه عقب برد أصابه في إحدى رحلاتهما البحرية. وكانت رقة لويز قد دفعت به إلى أن يختصها بجميع الأغطية لتتدفأ بها. مات وقد ترك لها ثروة طيبة وأبنة، فلم تستطع لويز أن تتعزى، لقد كان عجيبا حقا أن تتحمل الصدمة، ولقد توقع أصدقاؤها إنها ستلحق بتوم المسكين عاجلا في القبر. وأحسوا جميعا بالأسف على ابنتها ايريس وقد تيتمت فضاعفوا عنايتهم بلويز.
كانوا لا يدعونها تحرك إصبعا. كانوا يلحون في توفير أسباب الراحة لها لأنهم لو خلوا بينها وبين أي عمل مرهق أو غير ملائم لرقتها فإن قلبها لا يلبث أن تعتاده العلة ويقف بها على باب الموت.
قالت أن خلو حياتها من رجل يعني بها يبلبلها ويرمضها، وإنها لا تعرف كيف تربي عزيزتها إيريس بصحتها هذه الرقيقة فسألها أصدقاؤها لماذا لا تتزوج. أوه إن هذا ما يأباه قلبها وإن كان العزيز توم لم يكن ليأباه بل لعلها إن تزوجت أن يكون ذلك أصلح شيء لإيريس. ولكن من يعني نفسه بزواج امرأة عليلة مثلها؟ ومن العجيب حقا أن يتقدم لها أكثر من شاب كلهم مستعد أن يتكفل بها.
وبعد عام من موت تم قبلت أن تتزوج من جورج هوبهاوس وكان شابا جميلا فارع القوام وعلى جانب من الثراء. ولم أر أحدا أسعد منه لفوزه بشرف القيام على رعاية هذا المخلوق الرقيق الدقيق.
قالت: لن أحيا طويلا لأزعجك. كان جنديا طموحا فاستقال من منصبه إذ كانت صحة لويز تحتم عليها أن تقضي الشتاء في مونت كارلو والصيف في دوفيل. ولقد تردد قليلا وهو يضحي بمستقبله ورفضت لويز أن تستمع إليه بادئ ذي بدء، ولكنها لم تلبث أن امتثلت