كما هي حالها دائما فتهيأ لأن يجعل سنواتها الأخيرة سعيدة هانئة إلى أقصى حد.
قالت: أن هذا لن يستمر طويلا. سأحاول أن لا أكون مزعجة وفي خلال العامين أو الأعوام الثلاثة التي أعقبت زواجها الثاني استطاعت لويز بالرغم من قلبها الضعيف أن تذهب في أجمل الثياب إلى أشوق الحفلات وتقامر في إٍسراف وترقص بل وتغازل الشبان الفارعي القوام. ولم يكن جورج هوبهاوس من عنصر زوجها الأول فكان يستعين بالمشروبات الحادة من وقت لآخر وهو يقوم على خدمتها. وكان من المحتمل أن يصبح عنده الشراب عادة فتضيق لويز بذلك اشد الضيق، ولكن لحسن حظها (هي) قامت الحرب فالتحق بفرقته وبعد ثلاثة شهور قتل في الميدان. وكانت صدمة عنيفة على لويز، وشعرت مع ذلك بأنه يجب عليها في حالة دقيقة كهذه أن لا تسلم نفسها للحزن البالغ، وإذا كانت قد أصيبت بصدمة قلبية فإن أحداً لم يسمع بها، ولكي تتلهى عن أحزانها حولت فيلتها بمونت كارلوا إلى مستشفى للضباط الناقهين. وقال لها أصدقاؤها إنها لن تتحمل وطأة هذا العناء. فقالت: ليس عندي من شك في أن هذا سيقتلني، أنا أعرف ذلك ولكن ما حيلتي؟ يجب أن أصنع شيئا. . . ولكن العمل لم يقتلها وبقى في حياتها فسحة.
قابلتها مصادفة في باريس وكانت تتغدى في الريتز مع شاب فرنسي جميل النظر ممشوق القوام، وفسرت سبب مجيئها فقالت إنها إنما جاءت إلى باريس لتقوم ببعض أعمال تتعلق بالمستشفى وأخبرتني أن الضباط ظراف جدا وأنهم لا يدعونها تعمل شيئا ما مراعين في ذلك رقة صحتها. لقد كانوا يعنون بها كما لو كانوا جميعا أزواجها. وتنهدت (مسكين جورج. من ذا الذي كان يظن أنني سأعيش بقلبي الضعيف بعده؟).
فقلت: ومسكين توم! ولست أدري لم كرهت مني أن أقول ذلك فقد أرسلت إلى بسمتها الوادعة وقالت وقد اغرورقت عيناها الجميلتان بالدموع: إنك تتكلم دائما كما لو كنت تنفس على هذه السنوات القليلة التي يمكن أن أحياها).
- بالمناسبة. أو ليس قلبك الآن في حالة أحسن؟
- لن أتحسن مطلقا. لقد عرضت نفسي هذا الصباح على أخصائي فقال إنه يجب علي أن استعد لما هو أسوأ.
- حسنا. إنك تستعدين لذلك منذ عشرين عاما. أو ليس كذلك؟