فقلت لها بعد قليل: حسنا. لقد سمعت أن إيريس لن تتزوج
- أنا لا أعرف شيئا عن ذلك. كان يحق لها أن ترفض الزواج لو كنت أنا التي رغبت في ذلك ولكنني توسلت إليها وأنا جاثية على ركبتي أن لا تفكري في. لكنها رفضت أن تتركني
- ألا ترين أن في ذلك قسوة عليها؟
- من غير شك. ولكن هذا لن يدوم أكثر من أشهر قليلة ثم إني أكره أن يفكر أحد في أن يضحي بنفسه من أجلي.
- يا عزيزتي لويز لقد دفنت زوجين ولا أرى أي مانع يقف بينك وبين التفكير في دفن أثنين آخرين.
فقالت وقد ضاقت بكلامي أشد الضيق: أو تجد في الهزء بي متعة لك؟
- يبدو لي انك تقومين دائما على ما تريدين فعله وأن قلبك الضعيف إنما يمنعك من عمل الأشياء التي تضايقك.
- أوه. أنا أعرف. أنا أعرف ما تعتقده في دائما. إنك لم تصدق قط أني كنت مريضة في يوم من الأيام أو ليس كذلك؟
فقلت لها وأنا أحدق في عينيها: بلى أن ما أعتقده هو أنك قد خدعت من حولك هذا الخداع الهائل منذ خمس وعشرين سنة وأنك أعظم امرأة قابلتها أنانية وبشاعة. لقد حطمت حياة هذين الزوجين التعسين والآن تريدين أن تحطمي حياة ابنتك.
لم يكن ليأخذني العجب لو أن لويز قد أصيبت في هذه اللحظة بنوبة قلبية وكنت متوقعا كل التوقع أن تثور علي ثائرتها ولكنها اكتفت بأن ابتسمت في وجهي ابتسامة رقيقة وقالت: يا صديقي المسكين. في يوم ما ستندم أشد الندم على ما قلته لي الآن.
- أوصمت علي أن تمتنع إيريس عن الزواج بهذا الشاب؟
- لقد توسلت إليها أن تتزوجه. أنا أعرف أن ذلك سيقتلني. ولكن هذا لن يهم فما من أحد يأبه لشأني وإنما أنا حمل على كل إنسان
- أو قلت لها أن هذا سيقتلك؟
- لقد اضطرتني هي إلى ذلك.