للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السابق (سنورس) فقد قرر (أن فترة الجمود التي سادت الجزيرة قد انتهت باحتلال العقبة التي أخذت مكان رابغ والوجه، وجاءت الحرب العظمى الثانية فإذا بخليج العقبة من أحسن الأماكن أماناً لتفريغ العتاد الأمريكي والمؤن والذخائر لبعده عن غارات الطائرات، وكان أن أنشأت السلطات العسكرية البريطانية خطاً حديدياً إضافياً يبدأ من مدينة معان وهي على الخط الحديدي الحجازي ويتجه إلى الجنوب مشرقاً حتى ينتهي إلى رأس النقب. ومن هناك نظراً للانحدار الشديد تعذر أن يصل القطار إلى البحر فاكتفى بإنشاء طريق معبد للسيارات أنتهى إلى ثغر العقبة

هذه كلمه أولى عن المنطقة الواقعة على رأس خليج العقبة وهي في الوقت نفسه رأس النقب إذا أطلقنا هذا الاسم على الشكل المخروطي الذي يبدأ عريضاً من الشمال ويتقارب كلما انحدر جنوباً وهو الجزء من فلسطين الواقع بين حدود مصر وحدود شرق الأردن والذي صمم الصهيونيون على استعماره واستغلاله للوصول إلى البحر الأحمر، وهم يتحدون بعملهم التاريخ والطبيعة والأقطار العربية. فما الذي أعددناه لمواجهة هذا النشاط الإنشائي؟

تبدو لي دائماً الحركة الصهيونية لأنها تحاول أن تأخذ شكلاً توسعياً جارفاً، ولكني مع هذا ألمس أنها تسير وئيداً بخطوات منظمة ومتصلة وهي حركة خطيرة لأنها لا تحمل طابع الغرور والإدعاء ولا تعتمد على الغراء والزخرفة والتشويق وإنما على الوسع والطاقة والعلم والتنظيم، وتمر الأيام فإذا بخبر من رأس خليج العقبة ينبئ بان أول منظمة يهودية لصيد الأسماك قد ظهرت على شاطئ البحر الأحمر وستكون بعد هذه الخطوة خطوات. فماذا أعددنا للعمل في هذه الناحية؟ وهل المياه الإقليمية لمصر والمملكة السعودية محروسة؟ وما هي القوه التي تحرسها في خليج العقبة في الوقت الذي تمر به أكبر الحوادث في مستقبل العالم العربي؟ لا أعرف شيئاً عن اجتماعات العرب واتجاهات الجامعة فأنا بعيد عن الحاضر أعيش في التاريخ، ولذلك انقل من كتاب بعث به السلطان صلاح الدين إلى أخيه من الأسرى الذين أتى بهم لؤلؤ إذ قال (هؤلاء الاسارى قد ظهروا على عورة الإسلام وكشفوها، وتطرقوا بلاد القبلة وتطوفوها، ولو جرى في ذلك سبب والعياذ بالله لضاقت الأعذار إلى الله والخلق وانطلقت الألسن بالمذمة في الغرب والشرق)

<<  <  ج:
ص:  >  >>