تحت هذا العنوان كتبنا كلمة في عدد مضى من الرسالة حبذنا فيها ما تقصد إليه شركات الأفلام الأجنبية من عرض أفلام قوية باللغة العربية، وقلنا إن هذا العمل سيفيد الفن السينمائي في مصر قوة وجدة نظرا لما تملك هذه الشركات من القوة المادية والقوة الفنية كما عجبنا لتلك الضجة الصاخبة التي يحمل لواءها حضرة يوسف وهبي بك بوصفه نقيبا للممثلين واستنكرنا أن يفزع إلى ولاة الأمور لمنع عرض هذه الأفلام بحجة أنها ستقضي على كثير من الممثلين السينمائيين بالبطالة، وقلنا إنها حجة تدل على أن هؤلاء السينمائيين إنما يطلبون العيش لا أكثر ولا أقل.
ورد علينا حضرة نقيب الممثلين بكلمة طالعها القراء في العدد الماضي، ولقد حاولنا أن نجد في تلك الكلمة حجة من المنطق بل شبه حجة تقنعنا بأن حضرة النقيب يدافع عن مسألة له فيها رأي وفهم ولكن حضرته كان عند حسن ظننا به وفهمنا فيه، فقد ترك حضرة يوسف بك المسألة من الناحية الفنية وراح يتهمنا بمناصرة الاستعمار، وينصحنا بتقديم ما كتبنا إلى الشركات الأجنبية لتجزل لنا عنه العطاء. .
وإننا لندع هذا الهراء الفارغ ونلتمس للسيد يوسف في ذلك كل العذر، فما نحسبه يقدر أن الكلام الذي يكتب غير الكلام الذي يلقيه على خشبة المسرح على رءوس العامة وأشباه العامة، ندع هذا لنعود فنقول لنقيب الممثلين إنه دل في كلمته على صدق ما قلناه، وهو أن حضرات الممثلين السينمائيين إنما يتاجرون بالفن ويدافعون عن حقهم في العيش، فقيمة فنهم هي قيمة ما يجلب من الرغيف. ومن العجيب أن السيد يوسف بك يقول إنه لا ينكر عرض الأفلام الأجنبية بلغتها الأصلية، ولكنه ينكر عملية (الدوبلاج) لما فيها من خطر المنافسة لأفلامه وأفلام شركاته، ونحن على العكس منه ننكر عرض الأفلام الأجنبية بلغاتها الأصلية ونحبذ تمصيرها ونقلها إلى لغتنا، ولست أدري بعد هذا من منا هو الذي يكون داعية للاستعمار الأجنبي.
إن هذا الفزع يا حضرة النقيب ليس له من مبرر إلا الضعف، وإنكم بإنتاجكم الضعيف الهزيل تحملوننا على أن نحبذ عملية (الدوبلاج) فأنتم العلة وعليكم الوزر، والناس معذورون إذا طلبوا الفن من أي طريق ما دمتم أنتم قد تنكبتم عن الفن كل طريق. . .