للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

دموع التماسيح، ولكن عذر هؤلاء أن هذا الأسلوب لا يزال يجوز على ضعاف العقول من أبناء هذا الشرق الذين تأخذ بلبهم ظواهر الأمور.

إنجليزي يدافع عن العرب عند الإنجليز؟! معلوم!! معلوم ويا له من منطق مفهوم!!

هل هذا صحيح:

كانت كليه الآداب الفرنسية في لبنان قد وجهت الدعوة إلى الدكتور عبد الرحمن بدوي المدرس بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول إلى إلقاء سلسلة من المحاضرات الفلسفية هناك فلبى الدعوة، ويقولون إنه قد قوبل بالحفاوة والترحيب وإن محاضراته قد قوبلت كذلك بالاعتبار والتقدير.

ولكني طالعت في العدد الأخير من مجلة (المعهد) التي تصدر في جنوب لبنان حديثاً جرى بين محرر تلك المجلة وبين الأستاذ البير عمون صاحب مجلة (الأديب) عرضا فيه لهذه المسألة. فقال الأستاذ عمون - والعهد على راوي الحديث - (إن دعوة الفرنسيين للدكتور عبد الرحمن بدوي لإلقاء هذه المحاضرات ليست إلا إحدى مناوراتهم ومثالا لأساليبهم التي يخدمون بها مركزهم ويجلبون الناس إليهم، ولم يلب الدكتور بدوي الدعوة إلا لأن مركزه كأستاذ في الجامعة المصرية يكاد أن يكون مضطرباً في المدة الأخيرة، وذلك على أثر مذهب فيه شيء من الإباحية كان الدكتور قد دعا إليه في أحد كتبه، فأثار نقمة أولياء الأمر في مصر، وبخاصة أوساط الأزهر، ولا يستبعد أن يرى الدكتور هذه الدعوة بمثابة تأييد لمركزه، وهي من كلية في لبنان بلد العلم والثقافة).

هذا ما جاء في ذلك الحديث بنصه وبحروفه، وأنا رجل شديد الغيرة على أبناء وطني، وظني بهم أباة يترفعون عن أن يكونوا صنيعة لأية دوله مهما عظمت، وإن هذه الغيرة لتدفعني إلى سؤال الأستاذ بدوي: هل هذا صحيح؟!

(الجاحظ)

<<  <  ج:
ص:  >  >>