١ - اذكر موضوعي حول (طيزناباذ) أديبة فلسطين فدوى طوقان بقصة صاحبة الفن علية بنت المهدي أخت الرشيد، وأقامتها بطيزناباذ بعد منصرفها من الحج، وهي التفاتة ظريفة من الأديبة الفاضلة أذكرتني أيضاً بما يشبه هذا الخبر من قصة حج أبي نواس الذي رواه سليمان بن نوبخت عندما أراد الحج فاستصحب أبا نواس بعد نفار منه وامتناع. لكن (راهب الكاس) اشترط على سليمان أن يتقدما الحاج إلى القادسية، ثم يعرجا (قليلاً) على طيزناباذ، ريثما يصل الحاج فعلا.
وكان في طيزناباذ خمار ظريف، لطيف الآلة، يعتق الشراب اسمه (سرجيس) له ذكاء وفطنة في المنادمة، فشرب أبو نواس هو وصديقه سليمان، ثم استيقظ ليصطبح (على عادته) فأنشد:
وخمار أنخت إليه ليلاً ... قلائص قد ونين من السفار
فحجم والكرى في مقلتيه ... كمخمور شكا ألم الخمار:
أين لي كيف صرت إلى حريمي ... وجفن الليل مكتحل بقار؟
فقلت له: ترفق بي فإني ... رأيت الصبح من خلل الديار
فكان جوابه أنْ قال: صبحٌ ... ولا ضوء سوى ضوء العقار!
وقام إلى العقار فسد فاها ... فعاد الليل مسود الإزار
وشك بزالها في قعر دن ... محفرة الجوانب والقرار
مصورة بصورة جند كسرى ... وكسرى في قرار الطرجهار
وجل الجند تحت ركاب كسرى ... بأعمدة وأقبية قصار
ثم جلس يشرب مع سليمان، وبقيا يصلون الليل بالنهار في اصطباح واغتباق، حتى ورد عليهما أوائل الحاج قد حجوا وعادوا فرحلا معهم إلى بغداد على أنهما كانا حجاجاً معهم. .
أما الآثار التي كانت شاخصة على عهد ياقوت والعمري والشابشتي فقد كانت تسمى في ذلك الحين (قباب أبي نواس).
٢ - ومما فاتني ذكره عن قطربل إن حاناتها اختصت بالنظافة وحسن الصفة، والتألق في الآلة، كما امتاز سقاتها وباعتها بالفطنة واللباقة والظرف، ونظافة المنازل والدنان.
واشتهرت قطربل بالمشمش حتى ذكره البحتري في شعره قائلاً: