إلى الموسيقى الألمانية في ألحان عباقرتها فأدرك ما في نفس الألمان من كبت وتمزيق وهيام وحيرة وصوفية عاجزة عن رؤية الطريق، وصرخات الإنسان الفريد المحس بضياعه في رحاب الكون. .
وأسمع إلى موسيقى الزنوج فأحس فيها طمأنينة الجهل وصخب الغرائز ومجابهة المجهول بدون إحساس به وحيرة فيه.
وهكذا أغلب ألحان الأمم.
ولكني حين أسمع أكثر ألحان الموسيقيين المصريين المحدثين أشعر بشيء مخدر كئيب لا فلسفة فيه ولا أصالة طبع معه، وإنما يختبئ وراءه (دعاء جنسي) مريض غير صحيح الذكورة ولا صحيح الأنوثة.
فهل تدرك (وزارة الشؤون الاجتماعية) ذلك أو لا تدركه؟ إن كانت تدركه فما أحراها وهي المشرفة على الإذاعة الموسيقية أن تحمي الجيل الناشئ من هذه السموم المخدرة التي تنفثها تلك الموسيقى التافهة وأن تجرب وضع برنامج من الموسيقى القوية تستعين في وضعه باللفظ القوي واللحن القوي والذوق الناقد الذي يدرك خطورة الأمر.
وإن كانت لا تدركه فما أضيع هذه الأمة التي تتخذ على شؤونها رعاة يسيرهم القطيع!