وليمة ودعاني لها، فانتظرت رسوله حتى تصرم يومي فلم يأت، فقلت لامرأتي:
إن أبا سفيان ليس بمولم ... فقومي فهاتيِ فلقة من حوارك
فقلت له أليس غيرُ هذا فقال: لا، إنما أرسلته يتيما، فقلت: أفلا أجيزه، قال شأنك، فقلت له:
فبيتك خير من بيوت كثيرة ... وقدرك خير من وليمة جارك
فضحك ثم قال: أحسنت بأبي أنت وأمي، جئت والله به قبلا. . وما ألوم الخليفة أن يجعلك في سماره ويتلمح بك، وإنك لمن طراز ما رأيت بالعراق مثله، ولو كان الشباب يشترى لابتعته لك بإحدى عيني ويمني يدي، على أن فيك بحمد الله ومنة بقية تسر الودود، وترغم الحسود.
٨٨٣ - المسألة دولية لا دليلية
العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ لصالح بن مهدي المقبلي اليمني (المتوفى سنة ١١٨٠):
مثال ما استصغر في الفروع ما فعله الزيدية في عصرنا هذا ولم يكن في أوائلهم، وهو تحريم الفاطميات على من ليس بفاطمي. وجهه الغلو في الرياسة، ولا ينبغي أن يذكر ما تشبثوا به فإنما هو كذب ومخرقة وقد أستدل بعضهم بأن نكاح الفاطمية بمن ليس بفاطمي - بحسب العرف الطارئ - كالهتك لحرمة أهل البيت والوضع من شأنهم فلا يجوز فعله. والتطبيق منذ عصر الصحابة إلى الآن على التزويج بهن في جميع الأرض حتى رأينا وضعاء يترفع عنهم آحاد الناس يتزوجون بالفاطمية ولم يقع استنكار، وإن أردتم، في بقعتكم هذه من جبال اليمن فأما علماء الدين فليس عندهم إلا اتباع الدليل، ولا يستنكرون إلا مخالفته وأما العامة أتباع كل ناعق فإنهم نشئوا في منع الدولة لذلك ودعوى تحريمه وتهويله وظنوه كذلك، فإن المسألة دولية لا دليلية. ثم صرن (يعني الفاطميات) الآن في اليمن يشيب أكثرهن بلا زواج، وتفسد من تفسد، ويتفرع على فساد من تفسد منهن مفاسد أخرى، لأن الرفيع يحاذر مالا يحاذره الوضيع فيقتحم في تستيره نفسه كل هول، وقد علم أن النساء أكثر من الرجال فمن أين لنا فاطميون يقومون بهن؟ وليتهم مع هذا حملتهم النخوة الحمية على القيام بهن وإيثارهن ولكن يعدلون إلى ما يقضي به هواهم من بنات السوقة والحبش! فترى الفاطميات اليوم في اليمن متجرعات لهذه المظلمة مع ما علم من