للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثقافة - وصحافة - وطباعة).

لقد استعمل الكاتب الفاضل كلمة (نيف) قبل العقد من العدد والصواب أن يستعملها بعد العقد من العدد. جاء في أقرب الموارد: (النيف كسيد وقد يخفف: الزيادة يقال (عشرة ونيف) وكل ما زاد على العقد فنيف إلى أن يبلغ العقد الثاني. وعن ابن عباس أن ما حصلناه من أقوال حذاق البصريين والكوفيين أن النيف من واحدة إلى ثلاث والبضع من أربع إلى تسع. ولا يقال نيف إلا بعد عقد يقال (عشرة ونيف ومئة ونيف وألف ونيف).

واستخدم كلمة (عام) بمعنى سنة والصواب أن يقال: منذ خمسين سنة. قال ابن الجواليقي البغدادي: (ولا يفرق عوام الناس بين العام والسنة ويجعلونهما بمعنى. فيقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله عام وهو غلط والصواب ما أخبرت به عن احمد بن يحيى قال: السنة من أي يوم عددته إلى مثله والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا. وقال أبو منصور الأزهري في التهذيب: والعام حول يأتي على شتوة وصيفة فهو أخص من السنة فكل عام سنة وليس كل سنة عاماً. وإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف ونصف الشتاء والعام لا يكون إلا صيفا وشتاءً متوالين).

(عمان)

لطفي عثمان

تعقيب:

١ - في مقال (النطق وكيف نشأ) وردت العبارة الآتية: (فالإنسان ليس بحيوان ناطق، كما كانوا يعلموننا فيما مضى. وهو لا يختلف في شيء من هذه الناحية عن باقي الحيوانات إلا في الدرجة فقط) وقد فهم الكاتب أن النطق الذي جعله المناطقة فصلا يميز ماهية الإنسان عما عداها هو النطق اللساني، فحال ما ذكروه في حد الإنسان باطلا ولغواً من القول. وغاب عنهم انهم يريدون بالنطق التفكير بالقوة أي أن الإنسان خلق مهيئاً باستعداده ومواهبه لأن يفكر ويدرك الكلي من المعلومات وهذه ميزة لا يشركه سواه فيها، ولم يؤتها سائر الحيوان.

وقد آتى الكاتب من إشراك اللفظ بين معنييه اللغوي والاصطلاحي. وهذه أحد أركان

<<  <  ج:
ص:  >  >>