هو المرحوم فريد بك. وكان رحمه الله متشائماً كثير السخرية.
ومن هذه الأبيات وأحسبها من نظمه:
كجدي دنيادن آداملق دوره سي
اعتماد إيت كَل بد قول راجح
شمدي حيوانلقده درفيض ورواج
روح إنسانية الفاتحة
وترجمتها:
مضى من الدنيا دور الإنسانية. اعتمد على هذا القول الراجح والحيوانية الآن في فيض ورواج. فلروح الإنسانية الفاتحة.
وبعدها ورقة فيها بيان بكتب مخطوطة قديمة محلاّة رأيتها عند واحدة من ولاة الترك السابقين. ورأيت كيف يعتز بها، ولسان حاله يقول:
وقد تخرج الحاجات يا أم عامر ... كرائم من ربّ بهن ضنين
ثم ورقة تذكر بزيارتي بيت الشعب في أنقره وما لقيت هناك من رجال وآراء وتحف وآثار.
وبطاقة فيها ذكر كتب وآثار رأيتها في مدينة قونية حينما زرت ضريح جلال الدين الرومي، ودار المولوية التي صيّرت اليوم متحفاً. وكم لي في دار المولوية من وقفات، وعظات. وكم لها في النفس من ذكريات.
وصورة صغيرة لرجل كريم رافقته في طريقي من اسكيشهر إلى قونية وسايرته في قونية ساعات فحفظ الودّ، وأهدى إليّ صورته وعلى ظهرها كلمة تعرب عن أخوته وصداقته. وتاريخها ١٣ أيلول سنة ١٩٣٧، وقد افترقنا ولم يعد أحدنا عن صاحبه من بعد شيئاً. ورحم الله حافظاً الشيرازي. يقول:
(اغتنم الصحبة فإننا حين نفترق من هذا المنزل ذي الطريقين لا نستطيع أن نلتقي أبداً).
وكل منازل هذه الحياة ذات طريقين بل طرق. إن افترقت بالمجتمعين لم يكونوا من اللقاء على يقين.
وبيدي الآن صفحة كتبت بخط نسخي جميل وباللغة التركية وهي رسالة من أحد أدباء