الترك إلى آخر يعرب عن تحسره على الشاعر الكبير الصديق المرحوم محمود عاكف. ولست أتذكر الآن المنشئ ولا الكاتب.
وهي صحيفة جديرة أن تترجم إلى العربية وتنشر تجديداً لذكرى شاعر الإسلام عاكف الذي سعدنا بصحبته في مصر سنين.
وهاتان ورقتان نشرتهما فإذا أبيات لي في وصف دمشق وإحدى ذكرياتها مسطورة بالرصاص وللمداد فيها إصلاح وتغيير كالتمثال لا يزال يعمل في جوانبه إزميل النحات، وأول الأبيات:
دمشق يا قرّة العيون ... وبسمة الفؤاد والجبين
لله يوم خلست فيه ... ساعاً من الدهر ذي الشجون
دخلت خلف العصور داراً ... عاد بها غابر السنين
رأيت تاريخنا تتجلى ... يفيض بالشعر والفنون الخ
وهي أبيات كثيرة وصفت فيها داراً قديمة من دور دمشق ذات الحدائق والنوافير والنقوش والزخارف التي تمثل تاريخنا يوم كنا نبني بأيدينا وعقولنا لأنفسنا قبل أن نسلب الاستقلال في كل شئ، ونُعنى بالتقليد في كل شئ.
وآخر الأبيات:
خرجت منها يقول قلبي ... للرِجْل: بالله أنظِريني
ومن الأوراق كتاب من النادي العربي في دمشق يتضمن شكري على محاضرة ألقيتها فيه موضوعها: النهضة العربية.
وأوراق غير هذه فيها حساب الفنادق. ومالي وللحساب.
هذا ظرف صغير نشرت منه هذه الذِكَر كلها، وقد مضت عليها تسع سنين وكأنما وقعت أمس.
وكل حياتنا ملأى بالوقائع، والفِكر والعِبر ولكنها تمر سريعة مرّ الزمان. ويُنحي عليها الزمان المحّاء بالمحو والنسيان. فهل من مدّكر.
أثارت هذه الوريقات ذكريات في نفسي، تتصل بها ذكريات وكشفت النسيان عن حوادث عفّى الزمن على آثارها. فسارعت بكتابة هذه الكلمة قبل أن يمحو الزمان الذِكَر، ويفجع