للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول:

ويل الشجي من الخلي فإنه ... نصب الفؤاد لشجوه مغموم

والذي قاله أبو تمام صحيح، وقد طابق فيه السماع والقياس، وقد قال أبو دؤاد الإيادي، وناهيك به حجة:

من لعين بدمعها موليه ... ولنفس مما عناها شجيه

٨٩٠ - خذ بيدي فهكذا تزول النعم

تاريخ بغداد للخطيب: أبو محمد عبد الله المعروف بابن الأكفاني قال سمعت أبي يقول: حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو القاسم عبد الله بن محمد وأبو بكر محمد بن جعفر الأدَمي القارئ صاحب الألحان، كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن وأجهرهم بالقراءة. فلما صرنا بمدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) جاءني أبو القاسم فقال لي: ههنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله وقعد يقص ويروي الكذب من الأحاديث الموضوعة والأخبار المفتعلة فإن رأيت أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه، فقلت له: يا أبا القاسم، إن كلامنا لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير والخلق العظيم، ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضوعنا، وننزل منازلنا، ولكن ههنا أمر آخر وهو الصواب وأقبلت على أبي بكر الأدمي فقلت له: استعد واقرأ، فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى افلت الحلقة، وانفصل الناس جميعاً، وأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر، وتركوا الضرير وحده، فسمعته يقول لقائده: خذ بيدي فهكذا تزول النعم!!

٨٩١ - كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف

النجوم الزاهرة: قال القاضي التنوخي: جاء رجل من الصوفية إلى بجكم، فوعظه بالعربية والفارسية حتى أبكاه، فلما خرج قال بجكم لرجل: احمل معك ألف درهم وادفعها إليه، فأخذها الرجل ولحقه، وأقبل بجكم يقول. ما أظنه يقبلها، فلما عاد الغلام ويده فارغة قال بجكم: أخذها؟

قال: نعم.

فقال بجكم بالفارسية: كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>