وإن وجودها مطلق، وسلطانها غير محدود، وأنها هي التي أوجدت كل شيء بمحض إرادتها، وهي التي خلقت المادة وخلعت عليها الحياة بجميع مراتبها، وهذه الروح يجب أن يكون لها كل صفات الكمال والبراءة من جميع شوائب النقص، تلك الروح هي ذات الله تبارك وتعالى.
وما نظن هذه النتيجة تكون موضع بحث فضلاً عن أن تكون موضع خلاف، لأنها هي التي يحتّمها العقل والتي أجمع عليها رجال العلم والفلسفة في كل عصر - الا شواذ لا يعتد بهم ممن يقولون بالحلول أو بوحدة الوجود كسبينوزا وجيوردانو وأضرابهما.
تلك هي ملاحظتنا نقدمها إلى الأستاذ الفاضل عن إخلاص، راجين أن يحلها محلها من الاعتبار، ولا يفوتنا هنا أن نكرر إعجابنا وعظيم اغتباطنا بمبحثه النفيس ومجهوده الموفق.