الكنايات للثعالبي: حدثني أبو جعفر محمد بن موسى الموسى قال دخلت يوماً إلى الشيخ أبي نصر بن أربد ببخاري وعنده علوي مبرم قد تأذى بطول جلوسه وكثرة كلامه، فلما نهض قال لي نصر: أبن عمك هذا خفيف على القلب، فقلت: نعم مساعداً له على رأيه. فتبسم ضاحكاً من قولي، وقال لي: لم تفطن للغرض، فما زلت أفكر حتى وقع لي أنه أراد خفيفاً مقلوباً وهو الثقيل، وهذا المعنى أراد أبو سعد دوست بقوله:
وأثقل من قد زارني وكأنما ... تقلب في أجفان عيني وفي قلبي
فقلت له لما برمت بقربه ... أراك على قلبي خفيفاً على القلب
وكان الناصر العلوي الأطروش إذا كله إنسان فلم يسمعه قال له: يا هذا، أرفع صوتك، فإن بأذني بعض ما بروحك، يكنى عن الثقل.
٨٩٩ - أيشربن من هذا الشراب؟
الحيوان للجاحظ: حدثنا ربعي الأنصاري أن عجوزاً من الأعراب جلست في طريق مكة إلى فتيان يشربون نبيذاً لهم، فسقوها قدحاً فطابت نفسها وتبسمت، ثم سقوها قدحاً آخر فاحمر وجهها وضحكت، فسقوها قدحاً ثالثاً فقالت: خبروني عن نسائكم بالعراق أيشربن من هذا الشراب؟
فقالوا: نعم.
فقالت: زنين ورب الكعبة. . .
٩٠٠ - يأتم يأبى فروخ. .
الحيوان للجاحظ: قال بعض ظرفاء الكوفيين:
فإن يشرب أبو فروخ أشرب ... وإن كانت معتقة عقارا
وإن يأكل أبو فروخ آكل ... وإن كانت خنانيصاً صغاراً
٩٠١ - ماذا وراءك أو ما أنت يا فلك؟
نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري: قال أبو العلاء المعري:
يا ليت شعري وما ليت بنافعة ... ماذا وراءك أو ما أنت يا فلك
كم خاض في أثرك الأقوام واختلفوا=قدماً فما أوضحوا حقاً ولا تركوا