قررت الجالية اللبنانية في الولايات الأمريكية إقامة تمثال لفقيد العروبة الأمير شكيب أرسلان اعترافاً بفضله على العرب والأدب وتقديراً لخدماته الجليلة للأمم العربية في حياته، ووفاء لذلك الرجل العظيم الذي عاش غريباً مشرداً ينادي بالحرية والاستقلال لسائر الأقطار العربية.
وهذا واجب تؤديه الجالية اللبنانية في مطارح الغربة، ولكن يبقى على أبناء العروبة في المواطن الأصيل أن يجعلوا للفقيد تذكاراً حيث نشأ وحيث جاهد وناضل ليذكر الأبناء ويشحذ من عزيمة الأحفاد؟!
نشيد عالمي للشباب:
يعقد الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي مهرجاناً عالمياً في مدينة براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا يستمر من ٢٠ يوليو القادم إلى ١٧ أغسطس، وسترجى في هذا المهرجان مسابقة عالمية لاختيار نشيد للشباب الديمقراطي العالمي، على أن يكتب النشيد بأية لغة ثم يترجم عند تقديمه إلى الإنكليزية أو الفرنسية أو الروسية أو الإسبانية، ويشترط فيه أن يعبر عن أفكار الشباب الديمقراطي ورغباته في قيام تفاهم عالمي وسلم دائم يشمل جميع أبناء الأرض، وأن يصور مرح الشباب وحيويته وحماسته، وقد طلب الاتحاد مسابقات محلية لاختيار نشيد تتقدم به إلى المسابقة العامة التي ستجري في ذلك المهرجان العام.
وأنا لا أثق بمثل هذه المسابقات ولا أعتقد أنها تنتج نشيداً له سحره وحيويته وفيه من القوة وفيض الإيمان ما يضمن له الخلود والبقاء والاتصال بالقلوب، ذلك لأن الأناشيد لا تصنع ولا تقترح على الشعراء والأدباء، ولكنها تكون فيضاً من الإيمان والحماسة يتنزل على الشاعر في فترة من فترات التجلي كتنزل الوحي، وجميع الأناشيد التي تصنع وتقترح فإنها أشبه ما تكون بالأناشيد التي تصنع لتلاميذ المدارس.
وعلى أية حال فأي معنى سيؤثره الشباب في نشيده، أهو - كما يقول - الرغبة في قيام تفاهم عالمي وسلم دائم في جميع أنحاء العالم، وما قيمة هذه الرغبة وما جدواها بإزاء ذلك التناحر الذي يقوم بين السياسيين في مؤتمراتهم حول اقتسام النفوذ وفرض السلطان على الضعفاء؟!