في حياته الاجتماعية والخلقية المتعثرة، فليس هناك من يستطيع انتشاله من هوته غير رجال الدين إن صح عزمهم، وقوى نشاطهم، واتسعت ثقافتهم الاجتماعية والنفسية بجانب ثقافتهم الدينية، حتى يتهيأ لهم أن يسيروا في معالجتهم تحت ضوئها، وأن يهتدوا في تأدية رسالتهم بإرشادها، فتختفي هذه الظاهرة التي كانت تملأ النفوس خزياً عندما كان الخطيب يرتقي المنبر. ثم يحدث الجمع الريفي الجاهل الفقير عن مضار التصييف في المصايف الأوربية. وأمثال هذه الموضوعات التي لا صلة بينها وبين من يحاول إصلاحهم، مما كان له أسوأ الأثر في تدهور الأمة اجتماعيا، وخلقيا، ولعل رجال الوعظ - وفيهم - صفوة من الشباب المثقف - يتلافون ما ورثوه عن عصور الركود والجمود والظلام، وأن يؤدوا واجبهم في عصر العلم، وفي عصف المذاهب الاجتماعية المتضاربة، وإزاء تلك الموجة الإلحادية التي ترمي إلى التخلص من الأديان، كما يجب أن ينهض به رجل الدين في عصر الثقافة والنور.