العربي - كانا قد وردا في تعقيب للأستاذ أحمد شكري في (الرسالة) رقم (٧١٣). فقال إن في البيتين تحريفاً كما في الديوان، فمشمش صوابها مشمس - وهو ضرب من الخمر - كما ذكر الأستاذ، وجب صوابها صب.
قلت: الأستاذ الفاضل مصيب في هذا التصويب. هذا وللديوان طبعتان، إحداهما مصرية - حيا الله مصر وأهلها - والأخرى بيروتيه، وقد جاءت الكلمتان في طبعة بيروت بصوابهما لم تفقداه، إلا أن هناك تغييراً في صورة البيت:
إذا صُبَّ في الكأس مسودّه ... فكف النديم لها محبره
ففي طبعة بيروت ورد البيت هكذا:
إذا صُبَّ مسودّه في الزجاج ... فكأس النديم به محبره
ولعل هذه هي الصورة الصحيحة للبيت، فإن كأس النديم أولى بأن تشبه بالمحبرة من كفه.
(نابلس)
فدوى عبد الفتاح طوفان
رسالة الوعظ والإرشاد:
مساهمة لها أثرها الفعال في نفوس الجماهير؛ تلك التي يضطلع بها - كتب الوعظ والإرشاد في ذكرى مولد الحسين - فهو بعد عدته لمحاربة تلك العلل التي تهد كيان الأمة الروحي الاجتماعي عن طريق إذاعة المحاضرات بواسطة مكبرات الصوت. وليس في هذا من جديد يستحق النظر والتسجيل، إنما الجديد حقاً هو هذا الأسلوب الذي يصطنعونه في الطب لهذه الأدواء، فهو أسلوب جديد، جدير بالتشجيع لما له من التأثير الاجتماعي والخلقي في روح الأمة، لأنه يقوم على تناول أمراض البيئة وتصويرها في صور مؤثرة مخيفة، حتى إذا ثارت بواعث كراهيتها لتلك الأمراض، وبرزت دفائن احتقارها إياها، قدم لها العلاج الإسلامي في أبهى حلة، وساقها إياه شراباً طهوراً، فلو استطاع العلماء الذين ينهضون برسالة الوعظ في الأمة أن يدرسوا خصائص كل بيئة وعقليتها وأمراضها، ويحالوا علاج ما فيها على هذا الضوء. لكان لرسالتهم صداها القوي؛ في الإصلاح الاجتماعي والخلقي، وما أشد حاجة الريف خصوصاً إلى أمثال هذه الجهود التي تأخذ بيده