للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا نحن موتى ولا الأحياء تشبهنا ... كأننا فيك لم نشهد ولم نغب

نبكي على بلد سال النضار به ... للوافدين وأهلوه على سغب

متى نراه وقد باتت خزائنه ... كنزاً من العلم لا كنزاً من الذهب

ثم هو في ندائه للشباب يضع آلام الوطن بين يديه، يثير عواطفهم لحبه والإخلاص له، بأسلوب أخاذ بمجامع القلب والنفس جميعاً.

وهو رحمه الله حين يأمل الخير للنيل وواديه، ويرجو له أن تحقق آماله وأمانيه، وألا تحلو موارده إلا للمخلصين من بنيه؛ تهيج به الآلام، وتحرك كوامن غيظه ودفين حيرته.

متى أرى النيل لا تحلو موارده ... لغير مرتهب لله مرتقب

فقد غدت مصر في حال إذا ذكرت ... جادت جفوني لها باللؤلؤ الرطب

كأنني عند ذكري ما ألم بها ... قرم تردد بين الموت والهرب

هذا حافظ الشاعر الوفي لأهله ووطنه، والمخلص لشعبه وأمته، مر عامان على وفاته، دون أن يذكره شعبه أو يحيي ذكراه؛ لولا أدبه الخالد الذي يأبى الركود ويعشق الحياة.

قد أضاعوك غير أن الذي أظ ... هرت من عبقرية لا يضيع

فرحمه الله وجزاه بإخلاصه، وعوضه عن نكران شعبه حياة أدبه.

السيد احمد العجان

<<  <  ج:
ص:  >  >>