سيرا إلى مهد العلوم التي ... كانت لنا ثم ازدهاها البلى
وخبرا الغرب وأبناءه ... بأننا نحن الرجال الأولى
لئن غدا الدهر بنا مدبراً ... لابد للمدبر أن يقبلا
ويختم حافظ نصيحته بالوسيلة الأولى للنجاح والظفر، والتغلب على الصعاب ألا وهي العلم، ويرى أن إنشاء الكتاتيب لا يغني عن العلم الصحيح، وأن ألف كتاب لا تعدل مدرسة عالية، أو جامعة منظمة تضم بين جنبيها رجالاً أكفاء يتعهدون الناس بالتعليم، والمداواة، والسهر على الأمن والأرواح، والقضاء فيهم، والإشراف على موارد المياه وتصريفها، ورصد الأفلاك والكواكب، والبحث عن بقايا القدماء، ومخلفات الآباء بالحفر والتنقيب.
ذر الكتاتيب منشيها بلا عدد ... ذر الرماد بعين الحاذق الأرب
فأنشأوا ألف كتاب وقد علموا ... أن المصابيح لا تغني عن الشهب
هبو الأجير أو الحراث قد بلغا ... حد الكتابة في صحف وفي كتب
من المداوي إذا ما علة عرضت؟ ... من المدافع عن عرض وعن نشب؟
ومن يروض مياه النيل إن جمحت ... وأنذرت مصر بالويلات والحرب؟
ومن يوكل بالقسطاس بينكم؟ ... حتى يرى الحق ذا حول وذا غلب
ومن يميط ستار الجهل إن طمست ... معالم القصد بين الشك والريب
فمالكم أيها الأقوام جامعة ... ألا بجامعة موصولة الحسب
٣ - رجاؤه في تحقيق هذه الآمال: ثم إن حافظاً - رحمه الله
- كان عامر الفؤاد بالرجاء في الإصلاح، قوي الإيمان
بالتوفيق، يود لو هيأ الله لمصر صلاحاً وللنيل سعادة. وقد
وضع أمله بين يدي الشباب ونابتة العصر، ولا غرو فالشباب
أقوى من يحمل الأمانة، ويؤدي الرسالة تحت إرشاد الشيوخ،
وموعظة الكهول.
يا مصر هل بعد هذا اليأس متسع ... يجري الرجاء به في كل مضطرب