وقالوا دخيل عليه العفاء ... ونعم الدخيل على مذهبي
رآنا نياماً ولما نفق ... فشمر للسعي والمكسب
وماذا عليه إذا فاتنا ... ونحن على العيش لم ندأب
أنا لا ألوم المستشار ... إذا تعلل أو تصدى
فسبيله أن يستبد ... وشأننا أن نستعدا
٢ - نصحه وإرشاده: ولكن حافظاً لم تفل من عزيمته هذه
العيوب، ولم تثن همته تلك المثالب، ولم تقعد به هذه المخازي
عن إسداء النصيحة وحث الهمم، وضرب اليابان مثلاً، وجعلها
قبلة.
فهبوا من مراقدكم ... فإن الوقت من ذهب
فهذي أمة اليابان ... جازت دارة الشهب
فهامت بالعلا شغفاً ... وهمنا بابنة العنب
أيجمل من بعد هذا وذاك ... بأن نستكين وأن نجمدا
وها أمة الصفر قد مهدت ... لنا النهج فاستبقوا الموردا
ثم نراه لا يرسل النصيحة خلواً من كل سند، بل يشفعها بتلقين عظمة الآباء، والإيحاء بعزة الماضي، وجد التاريخ، ويرى أن الزمان قلب، والفلك دوار، وأنه لا علينا أن نهزم اليوم إذا كنا نتوثب للغد، وأن نبتلي في الحاضر كي نتأهب للمستقبل.
فدنياك يا نيل لا تجزعن ... إذا اليوم ولى فراقب غدا
فلا ييؤسنك قول العداة ... وإن كان قيلاً كحز المدى
أتودع فيك كنوز العلوم ... ويمشي لك الغرب مسترفدا
ويقضي عليك قضاة الضلال ... طوال الليالي بأن ترقدا
ونراه لا ينسى هذا التلقين والإيحاء والاعتداد بالماضي في كل مناسبة وفرصة كما في وداعه لصديقيه محمد بك بدر، واحمد بدر عند سفرهما إلى بلاد الإنجليز.
سيرا أيا بدري سماء العلا ... واستقبلا التم ولا تأفلا