للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حمدت لشعبان المبارك شعبة ... تسهل عني الجوع في رمضان

فقال أبو عبد الله (رحمه الله تعالى):

كما حمد الصب المتيم زورة ... أطاق لها الهجران طول زمان

فقال أبو طاهر:

دعوها بشعبانية فلو إنهم ... دعوها بشبعانية لكفاني

٩٠٦ - أردت أن أكنسه من القصيدة. . .

ثمرات الأوراق فيما طاب من نوادر الأدب وراق لأبن حجة الحموي: قال أبن سناء الملك من أبيات:

صليني وهذا الحسن باق فربما ... يعزل بيت الحسن منه ويكنس

فوقف القاضي الفاضل (رحمه الله) على هذه القصيدة وكتب إلى أبن سناء الملك من جملة فصل:

. . . والقصيدة فائقة في حسنها بديعة في فنها ولكن (بيت يعزل ويكنس) أردت أن أكنسه من القصيدة، فإن لفظة الكنس غير لائقة بمكانها.

فأجاب أبن سناء الملك قائلاً: قد علم المملوك ما نبه عليه مولانا من أمر البيت الذي أراد أن يكنسه من القصيدة. وقد كان المملوك مشغوفاً بهذا البيت مستحلياً له معجباً به معتقداً أن قافيته أميرة ذلك الشعر وسيدة قوافيه، وما أوقعه في الكنس إلا أبن المعتز. والمولى يعلم أن المملوك لم يزل يجري خلف هذا الرجال ويطلب مطالبه فتتعسر عليه وتتعذر. . . وحبك الشيء يعمي ويصم فقد أعماه حبه وأصمه إلى أن نظم تلك اللفظة في تلك الأبيات تقليداً لأبن المعتز. . .

فأجابه (القاضي الفاضل) بقوله. . . ولا حجة في احتجاجه بابن المعتز عن الكنس في بيته فإنه غير معصوم من الغلط، ولا يقلد إلا في الصواب فقط. . . وقد تعصب القاضي السعيد (يعني أبن سناء الملك) على أبي تمام فنقصه حظه، وأما البحتري فأعطاه أكثر من حقه.

ولو كان هذا موضع العتب لاشتفى ... فؤادي ولكن للعتاب مواضع

<<  <  ج:
ص:  >  >>