على الذين من قبلنا) (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا). . . فحصل من هذا التنبيه على أدبين: أحدهما ترك حرف النداء ولآخر استشعار القرب، كما أن في إثبات الحرف التنبيه على معنيين: إثبات التنبيه لمن شأنه الغفلة والإعراض والغيبة وهو العبد، والدلالة على ارتفاع شأن المنادي وأنه منزه عن مدانات العباد، إذ هو في دنوه عال، وفي علوه دان، سبحانه!
٩١٠ - تهنئة بعزل
الشريشي: من غرائب التكاتب في العزل ما كتب به أحمد ابن مهران معزول: بلغني (أعزك الله) انصرافك من عملك، فسررت بذلك ولم أستفظعه لعلمي بأن قدرك أجل وأعلى من أن يرفعك علم تتولاه، أو يضعك عزل عنه. والله لو لم تختر الانصراف وترد الانعزال لكان في لطف تدبيرك وثقوب رويتك وحسن تأتيك - ما تزيل به السبب الداعي إلى عزلك والباعث على صرفك. ونحن إلى أن نهنيك بهذا الحال أولى بنا أن نعزيك إذ أردت الصرف فأوتيته، وأحببت الاعتزال فأعطيته، فبارك الله لك في منقلبك، وهناك النعم بدوامها، ورزقك الشكر الموجب المزيد لك فيها.
٩١١ - تمتع من الدنيا فإنك فاني
سعيد بن حميد:
نمتع من الدنيا فإنك فإني ... وإنك في أيدي الحوادث عاني
ولا يأتين يوم عليك وليلة ... فتخلو من شرب وعزف قيان
فإني رأيت الدهر يلعب بالفتى ... وينقله حانين تختلفان
فأما التي تمضي فأحلام نائم ... وأما التي تبقى لها فأماني
٩٢١ - . . . ما بعت الضيعة
شرح المقامات للشريشي: كان بالبصرة رجل ذو ضياع فأنفق ماله في الشراب، فباع ضيعته، فلما تم البيع قال له المشتري: تأتيني بالعشى أدفع لك المال وأشاهدك. فقال: لو كنت ممن يرى بالعشى ما بعت الضيعة. قال محمود بن الحسن الكاتب بعت داري فأصابني مثل هذا فقلت: