تعددت حفلات التأبين لفقيد العلم والإسلام المغفور له الشيخ مصطفى عبد الرزاق؛ وكان أهمها وأجلها تلك الحفلة التي أقيمت في الأسبوع المنصرم بقاعة الاحتفالات بجامعة فؤاد الأول حيث خدم الفقيد بعلمه وأفاد بثقافته وخرج جيلا من الأساتذة في الأدب والفلسفة، وقد احتشد في هذه الحفلة جمهور كبير من رجال الدولة والأدب والصحافة وأساتذة الجامعة وطلابها وشيوخ الجامعة الأزهرية وأبنائها كما خطب فيها كثيرون كلهم من أعلام البيان وأعيان الكلام.
تكلم الأستاذ الجليل أحمد لطفي السيد باشا فقال: لقد عرفت مصطفى يحكم عقله علمه، ويحكم علمه لسانه وقلمه. . .
وتكلم معالي عبد العزيز فهمي باشا فأوغل في فلسفة الموت ذلك الشيء الغامض على العقول والأفهام، المحير للفلاسفة والحكماء وتحدث سعادة الدكتور محمد حسين هيكل باشا فقال: لقد كان مصطفى المفكر الفيلسوف والأديب الكاتب، لا يعرف العنف ولا يميل إلى البطش بل كان يؤمن بالحرية لأنه حر الفكر وبالتسامح لأنه طيب القلب وديع الخلق. . .
وقال معالي إبراهيم دسوقي أباظه باشا: إن مصطفى كان رجل الأخلاق، ولكن الأقدار لم تمهله، فكانت الفجيعة فيه قاسية! وتناول الدكتور طه حسين شخصية الشيخ مصطفى من جميع نواحيها تناول العارف فقال: إن تاريخ الأدب العربي المعاصر حين يكتب سيحتل مصطفى في صفحاته مكانا ممتازا، وسيلاحظ الذين يكتبون التاريخ الأدبي لمصطفى أنه صورة صادقة أمينة للذكرى فقد كانت حياته ذكرى قوامها الوفاء.
وتحدث الدكتور منصور فهمي باشا عن مصطفى الصديق ومصطفى العالم المتمكن والحكيم الروحي وقال: إن الناس إذا كانوا قد نعموا من الفقيد بجانب الصديق الكريم فإنهم قد انتفعوا منه كذلك بجانب المرشد العليم والموجه الحكيم. . .
وتعاقب الباقون من الشعراء والخطباء فألقى الأستاذ العقاد قصيدة من شعره العميق، وتحدث الأستاذ أمين الخولي عن الناحية الجامعية من حياة الفقيد، ثم أنشدت قصيدة عامرة للأستاذ السيد حسن القاياتي، ثم تحدث الدكتور محمود عزمي عما كان للفقيد من فضل في تقريب المسألة بين اتجاهات الدين والاتجاهات العصرية ف العلوم، ثم ألقى الأستاذ محمود