للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للهو ولا للمتاع ولا لمجرد العبث والتنقل بين أذرع الغيد!! ويمكن النظر في حكمته من ناحية الباعث عليه، فإذا كان لرجل زوجة مريضة ويئس من شفائها ورأى من الوفاة لها أن يبقيها للعناية بها على أن يأتي بزوجة أخرى تعفه وتروح عنه فما هي الحكمة في منعه عن هذا الزواج، وهي شيء تنادي به الفطرة والطبيعة وحقائق الحياة!! وهل ذلك خير أم نتركه يتخذ الأولى زوجة والأخرى خليلة؟؟

إن الدين الإسلامي ينظر إلى الحقائق مجردة ولا يؤمن بالخداع والنفاق، ولا يوافق أبداً على أن يتخذ الرجل زوجة واحد ثم يتخذ بجانبها خليلتين أو ثلاثاً! ثم يدعي بعد ذلك أنه قد اقتصر على واحدة وهو في الواقع متزوج بأربع، واحدة بشريعة الله وثلاث بشريعة الشيطان!! ومع ذلك فالإسلام لا يكلفه إلا أن يجعل الحرام حلالاً.

وما ذلك إلا لأنه دين واقعي يحارب الرياء والخداع والتظاهر بما لا يتفق مع الواقع.

وماذا يصنع العالم في عشرين مليوناً من الفتيات في أوربا وحدها تركتهن الحرب الضروس بدون أزواج؟ المسألة واضحة، فإما أن يبيح القوم تعدد الزوجات لرجل واحد أو يبيحوا البغاء لهؤلاء المسكينات!! وهنا تظهر عبقرية الإسلام في الاحتياط للطوارئ وتنظيم نواميس الحياة، والتشريع الصالح للخلود.

وهذه ألمانيا المحتلة قد نفذت بالفعل نظام تعدد الزوجات بناءً على طلب الفتيات والنساء وإلحاحهن؛ لا على طلب الرجال. ولو قلنا للألمانيات الجائعات المشردات إن الإسلام هو الذي وضع لكم هذا التشريع المحكم وأعده لمثل هذه المحنة القومية لهتفن بحياة الإسلام!! الدين الذي جاء لإنقاذ البشرية والإنسانية من الوبلات!!

وليست ألمانيا وحدها هي التي أخذت بنظام الإسلام في هذه الظروف العصيبة، بل تبعتها إيطاليا مقر البابوية، وهاهي ذي أمريكا تسير في هذا الطريق. بل وهذا هو برناردشو يقرر في صراحة واضحة بأن مبادئ الإسلام ستغزو العالم لأنها المبادئ الصالحة للبقاء!!

وبعد فقد آن الأوان للدنيا كلها أن تصغي لهذه الآية الكريمة:

(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى، وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>