مصر وسائر الأقطار العربية على أن يعني في ذلك بدراسة أدب شوقي وشاعريته دراسة مستفيضة من شتى نواحيها واتجاهاتها.
وقد ضمنت الوزارة مذكرتها المبررات التي تدعو إلى إنشاء هذا الكرسي وتحتم وجوده فقالت: إن دراسة الأدب العربي كانت منذ نشأة كلية الآداب في مقدمة الدراسات التي عنيت بها الجامعة، وإذا كان الأدب العربي خليقاً بعناية خاصة فقد أنشئ بعد ذلك للعناية بدراسة الأدب المصري الإسلامي في أطواره المختلفة إلى عصر النهضة الحديثة، ولكن مصر الحديثة امتازت في الأدب العربي فحملت له لواء نهضة حديثة في بلاد الشرق العربي وظهر في مصر من العلماء والأدباء والشعراء المعاصرين من توسطوا هذه النهضة في مصر وبلاد الشرق العربي، ومن هؤلاء الشاعر الكبير المرحوم أحمد شوقي بك الذي امتاز من بين زملائه بالسبق في تصوير الصلات السياسية لمصر ومسايرة النهضة الأخيرة فيها وبخدمة المسرح العربي بما كتب من روايات ووضع من أغان وبتقدمه الفني على شعراء العربية الحديثين حتى بايعوه بأمارة الشعراء حياً وأبقوا على ذكراه ميتاً). . .
وهذه فكرة رشيدة جليلة لا يسعنا إلا تحبيذها وتشجيعها ونرجو أن يتم لها التوفيق على أكمل وجه وعلى ما يحقق تلك الأهداف التي تناولنها الوزارة في مذكرتها وأن لا يكون إنشاء ذلك الكرسي مجرد وضع من الأوضاع الرسمية، فإن مما يؤسف له أن الكرسي الذي أنشئ في كلية الآداب منذ سنوات لم يثمر ولم يجد شيئاً في تحقيق الآمال الكبيرة التي كانت منوطة به، فما زال الأدب المصري على عهده مجهولاً مطموراً لم يكشف فيه ذلك الكرسي جديداً، ولا أحدث في دراسته تجديداً، ولكنها جملة من المعلومات تتداولها الأقلام من قديم، وتدرج عليها الأفهام كأنها الصراط المستقيم، فلعل الله يجعل لكرسي شوقي حظاً أوفي ويوفر له جهداً أوفر. . .
(الجاحظ)
نشر ما انطوى
يقولون أسراب الغواني سوانح ... فهلا بعثت الطرف فيهن رائدا
نراك اعتزلت الغانيات فكلما ... سنحن صرفت القلب عنهن ذائدا