وقال: هذا للبحتري في القصيدة التي أولها: (صب يخاطب مفحمات طلول).
وفي نسيب هذه القصيدة بيت ليس يقصر في الملاحة والرشاقة وأخذن بمجامع القلوب عن البيت الذي فضله به الجاحظ وهو:
أأخيب عندك والصبا لي شافع ... وأرد دونك والشباب رسولي
وفي مديح هذه القصيدة بيت معروف بفرط الحسن وهو:
لا تطلبن له الشبيه فإنه ... قمر التأمل مزنة التأميل
٩٢٦ - العمل على العادة. . .
العلم الشامخ في تفضيل الحق على الآباء والمشايخ لصالح بن مهدي المقبلي اليمني:
كان بعض الأمراء المغفلين قال له أصحابه: إذا جاءك أحد لأمر فقل: العمل على العادة. فجاءه يوماً إنسان قد ضرب رأسه والدم يسيل منه، فشكا إليه ذلك، فقال: العمل على العادة.
فقال الرجل: لم يكن في رأسي عادة أن يضرب قبل. وكانوا أيضاً عينوا له يوماً من الأسبوع للشكاية هو أمس ذلك اليوم فقال للرجل: يوم الشكاية أمس، فهلا جئتنا أمس؟ فقال الرجل: إنما ضرب رأسي كما ترى اليوم. ونرى أرباب الدولة الظالمة وسائر أعوانهم. . . إذا قيل لهم في شيء مما يأخذون من الأموال وكثير مما يأتون ويذرون: ما وجه هذا؟ قالوا: عادة، فإن عاودتهم سخروا منك، وقالوا وفعلوا بحسبما يقضي الهوى في القضية. . . وكذلك أشياء جرى عليها الناس مما يتعلق بالدين ومما يتعلق بالدنيا إذا سألتهم عنه كان جوابهم الذي لا يراجع فيه إلا أحمق عندهم - قولهم: عادة. . .