للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تاريخ الطبري: كان الوليد بن عبد الملك عند أهل الشام أفضل خلائفهم، بنى المساجد، مسجد دمشق ومسجد المدينة، ووضع النار، وأعطى الناس، وأعطى المجذّمين وقال لا تسألوا الناس. . . وفُتح في ولايته فتوح عظام: فتح موسى بن نصير الأندلس، وفتح قتيبة كاشغر، وفتح محمد بن القاسم الهند. . . وكان الوليد صاحب بناء واتخاذ المصانع والضياع، وكان الناس يلتقون في زمانه فإنما يسأل بعضهم بعضاً عن البناء والمصانع، فولى سليمان فكان صاحب نكاح وطعام فكان الناس يسأل بعضهم بعضاً عن التزويج والجواري، فلما ولى عمر بن عبد العزيز كانوا يلتقون فيقول الرجل للرجل: ما وردك الليلة؟ وكم تحفظ من القرآن؟ ومتى تختم؟ ومتى ختمت؟ وما تصوم من الشهر؟

٩٢٤ - . . . فعاق اللقاء

نفح الطيب: قال أبو الحسن بن سعيد: ما سمعت ولا وقفت على شيء أبدع من قول الجزار وقد تردد إلى جمال الدين بن يغمور رئيس الديار المصرية فلم يقدر له الاجتماع به:

أسأل الله أن يديم لك الع ... ز ويبقيك ما أردت البقاء

كل يوم أرجو النعيم بلقي ... اك فألقى بالبعد عنك شقاء

علم الدهر أنني أشتكيه ... لك إذ نلتقي فعاق اللقاء

فبعث له بما أصلح حاله من الإحسان، وكتب في حقه إلى ولاة الصعيد كتباً أغنته مدة عن شكوى الزمان. ولم أسمع في وضع الشيء موضعه أحسن من قول المتنبي:

وأصبح شعري منهما في مكانه ... وفي عنق الحسناء يستحسن العقد

ولم أسمع في وضع الشيء غير موضعه أحسن من قول أبي الفرج:

مر مدحي ضائعاً في لؤمه=كضياع السيف في كف الجبان

٩٢٥ - أنسب العرب

أمالي المرتضى: ابن المزرع قال: قلت لأبي عثمان الجاحظ: من أنسب العرب؟ فقال الذي يقول:

عجلت إلى فضل الخمار فأثرت ... عذبانه بمواضع التقبيل

<<  <  ج:
ص:  >  >>